الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3502 201 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن الحكم، سمعت ابن أبي ليلى قال: حدثنا علي أن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى من أثر الرحا، فأتى النبي صلى الله عليه [ ص: 218 ] وسلم سبي، فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا، وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم، فقال: على مكانكما، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، وقال: ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني: إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعا وثلاثين، وتسبحا ثلاثا وثلاثين، وتحمدا ثلاثة وثلاثين، فهو خير لكما من خادم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه صلى الله تعالى عليه وسلم دخل بين علي وفاطمة في الفراش، فأمرهما بعدم القيام، وهذا يدل على أن لعلي منزلة عظيمة عنده صلى الله تعالى عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  وغندر بضم الغين المعجمة هو محمد بن جعفر، وقد تكرر ذكره، والحكم بفتحتين هو ابن عتيبة بضم العين المهملة وسكون التاء المثناة من فوق تصغير عتبة، وابن أبي ليلى هو عبد الرحمن بن أبي ليلى، واسم أبي ليلى يسار ضد اليمين، وقيل: بلال، وقال ابن الأثير في جامع الأصول: إذا أطلق المحدثون ابن أبي ليلى فإنما يعنون به عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإذا أطلقه الفقهاء يعنون به عبد الرحمن.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مر في الخمس في باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " على مكانكما " أي: الزما مكانكما ولا تفارقاه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فقعد " من كلام علي؛ أي: فقعد النبي صلى الله عليه وسلم بيننا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ألا " بفتح الهمزة وتخفيف اللام كلمة الحث والتحضيض.

                                                                                                                                                                                  قوله: " تكبرا " بلفظ المضارع وترك النون، وحذفت إما للتخفيف وإما على لغة من قال: " إن "كلمة جازمة، وهي لغة شاذة، ويروى: فكبرا على صيغة الأمر، وبقية الكلام مرت هناك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية