[ ص: 237 ] فإن قيل:
عبد الله بن الحكم nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان لا يعرفان.
قيل: بل هما ثقتان مشهوران
nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن الحكم القطواني، وهما من رجال الصحيح.
وفي "الصحيحين" من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد، عن
الأعرج، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=689191nindex.php?page=treesubj&link=29640لما قضى الله الخلق كتب في كتاب، فهو عنده فوق عرشه: إن رحمتي غلبت غضبي .
وفي لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري :
nindex.php?page=hadith&LINKID=656855وهو وضع عنده على العرش . وفي لفظ له أيضا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=656999فهو مكتوب فوق العرش ، و "وضع" بمعنى موضوع، مصدر بمعنى المفعول، كنظائره.
وفي "صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري" أيضا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد، عن
ثابت البناني، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=693727كانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول : nindex.php?page=treesubj&link=29640زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات ! .
وفي لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري :
nindex.php?page=hadith&LINKID=693727كانت تقول: أنكحني الله في السماء .
[ ص: 238 ] وفي "الصحيحين" من حديث
أبي صالح، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651321nindex.php?page=treesubj&link=29640من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، - ولا يصعد إلى الله إلا الطيب-، فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل ، لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري.
وفي "الصحيحين" من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد، عن
الأعرج، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=650522يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله - وهو أعلم بهم - كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي بإسناد صحيح وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=688617ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم ، وقال أخرجاه في "الصحيح".
[ ص: 239 ] وفي "الصحيحين" قصة
سعد بن معاذ، وحكمه في
بني قريظة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652816لقد حكمت فيهم بحكم الملك . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث
سعد بن إبراهيم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد، عن أبيه، وفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=889989لقد حكم فيهم اليوم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق في حديثه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=3503117لقد حكمت فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبعة أرقعة . والرقيع من أسماء السماء، وقد تقدم.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي والإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، عن
عمران بن [ ص: 240 ] حصين قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665775قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي: يا حصين كم تعبد اليوم إلها؟ قال أبي: سبعة، ستة في الأرض وواحدا في السماء، قال : nindex.php?page=treesubj&link=29640فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء، قال يا حصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك.
قال : فلما أسلم حصين قال : يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني، قال: قل : اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي" .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شهد للجارية بالإيمان حيث أقرت بأن الله في السماء، وحديثها في "صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم".
وثبت عنه في "الصحيح" أنه جعل يشير بأصبعه إلى السماء - في خطبته في حجة الوداع وينكسها إلى الناس ويقول : "اللهم اشهد"، وكان مستشهدا بالله حينئذ، لم يكن داعيا حتى يقال: السماء قبلة الدعاء.
[ ص: 241 ] وفي " الصحيحين" من حديث
عبد الرحمن بن أبي نعيم قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري يقول:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654004بعث nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله [ق245] عليه وسلم من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها، فقسمها بين أربعة نفر، بين عيينة بن بدر، والأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع إما علقمة بن علاثة، وإما عامر بن الطفيل، فقال رجل من أصحابه: كنا أحق بهذا من هؤلاء، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ألا تأمنوني، وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء .
وسيأتي إن شاء الله حديث أبي الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
nindex.php?page=hadith&LINKID=914050nindex.php?page=treesubj&link=29640ربنا الله الذي في السماء، تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء ... الحديث ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في الطب.
[ ص: 242 ] وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار، عن
أبي قابوس - مولى لعبد الله بن عمرو بن العاص -، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664217ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وقال : حديث حسن صحيح، وسيأتي في كتاب الأدب.
وفي "صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان"، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=943935إن ربكم حي كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة، عن
يعلى بن [ ص: 243 ] عطاء، عن
وكيع بن عدس، عن
أبي رزين العقيلي قال قلت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665404يا رسول الله nindex.php?page=treesubj&link=29639_28728_28730أين كان ربنا تبارك وتعالى قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال : كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق العرش ثم استوى عليه ، هذا لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي، وهذا الإسناد صححه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في موضع وحسنه في موضع، فصححه في الرؤيا: حدثنا
الحسن بن علي الخلال، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن
يعلى بن عطاء، عن
وكيع بن عدس، عن عمه أبي
رزين العقيلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664574nindex.php?page=treesubj&link=29813رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءا من النبوة، وهي على رجل طائر ما لم يتحدث بها فإذا تحدث بها [ ص: 244 ] سقطت، قال : وأحسبه قال : لا تحدث بها إلا لبيبا أو حبيبا" . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
قال
ابن القطان: فيلزمه تصحيح الحديث الأول أو الاقتصار على تحسين الثاني; يعني لأن الإسناد واحد.
قال: فإن قيل لعله حسن الأول لأنه من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة، وصحح الثاني لأنه من رواية شعبة، وفضل ما بينهما في الحفظ بين، قلنا: قد صحح من أحاديث
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ما لا يحصى، وهو موضع لا نظر فيه عنده ولا عند أحد من أهل العلم، فإنه إمام، وكان عند شعبة من تعظيمه وإجلاله ما هو معلوم.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم، عن
الأصم، عن
محمد بن إسحاق الصنعاني، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم، عن
أبي يزيد [ ص: 245 ] المديني : أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب مر في ناس من أصحابه فلقيته عجوز واستوقفته، فوقف عليها فوضع يده على منكبيها، حتى قضت حاجتها، فلما فرغت قال له رجل : حبست رجالات قريش على هذه العجوز! قال : ويحك، تدري من هذه؟، هذه عجوز سمع الله عز وجل شكواها من فوق سبع سماوات، والله لو استوقفتني إلى الليل لوقفت عليها إلا أن آتي صلاة ثم أعود عليها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: وأخبرنا
أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا
أبو عبد الله محمد بن علي الجوهري، حدثنا
إبراهيم بن الهيثم، حدثنا
محمد بن كثير المصيصي قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي يقول "
nindex.php?page=treesubj&link=28728كنا - والتابعون متوافرون - نقول: إن الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في "الصحيح" : قال
أبو العالية :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29استوى إلى السماء [ ص: 246 ] ارتفع، "فسوى" خلقهن، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : "استوى" علا.
وقال
أبو الحسن علي بن مهدي الطبري من كبار أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبي الحسن الأشعري: "
nindex.php?page=treesubj&link=29639_28728والله في السماء فوق كل شيء، مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه، ومعنى الاستواء الاعتلاء، كما تقول: استويت على ظهر الدابة، واستويت على السطح بمعنى علوته، واستوت الشمس على رأسي، واستوى الطير على قمة رأسي بمعنى علا، يعني علا في الجو فوجد فوق رأسي; فالقديم سبحانه عال على عرشه، لا قاعد ولا قائم ولا مماس ولا مباين، عن العرش ، هذا كلامه حكاه عنه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي.
قال: وروى
[أبو] الحسن بن محمد الطبري، عن
أبي عبد الله نفطويه [ ص: 247 ] قال : أخبرني
أبو سليمان قال : كنا عند
ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال يا
أبا عبد الله ما معنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى قال: إنه مستو على عرشه كما أخبر، فقال الرجل: إنما معنى "استوى" استولى، فقال له
ابن الأعرابي: ما يدريك؟ العرب لا تقول: استولى على الشيء فلان حتى يكون له فيه مضاد، فأيهما غلب قيل: قد استولى عليه، والله تعالى لا مضاد له، فهو على عرشه كما أخبر.
وقال
يحيى بن إبراهيم الطليطلي في كتاب "سير الفقهاء": حدثني
عبد الملك بن حبيب، عن
عبد الله بن المغيرة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، عن
إبراهيم قال : كانوا يكرهون قول الرجل: يا خيبة الدهر، وكانوا يقولون الله هو الدهر; وكانوا يكرهون قول الرجل: رغم أنفي لله، وإنما يرغم أنف الكافر; وكانوا يكرهون قول الرجل: لا والذي [ق246] خاتمه على فمي، وإنما يختم على فم الكافر، وكانوا يكرهون قول الرجل: والله حيث كان، أو: إن الله بكل مكان.
قال
أصبغ: nindex.php?page=treesubj&link=29639وهو مستو على عرشه، وبكل مكان علمه [ ص: 248 ] وإحاطته .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في التمهيد والاستذكار: قال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك :
nindex.php?page=treesubj&link=29639 "الله في السماء وعلمه في كل مكان".
وقال
القاضي أبو بكر بن الطيب المالكي الأشعري في رسالته المشهورة التي سماها "رسالة الحرة": "وأن الله سبحانه شاء مريد كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107فعال لما يريد و:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر [ ص: 249 ] وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ، وأن الله مستو على عرشه ومستول على جميع خلقه، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى ، بغير مماسة ولا كيفية ولا مجاورة ".
وقال حافظ المغرب إمام السنة في وقته،
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر ابن عبد البر في كتابيه "التمهيد" "والاستذكار" في شرح حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن
الأغر وأبي سلمة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=655846ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا ... الحديث .
قال
أبو عمر - وهذا لفظه في "الاستذكار" -: فيه
nindex.php?page=treesubj&link=29640دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة، وهو من حجتهم على
المعتزلة والجهمية في قولهم: إن الله تعالى في كل مكان وليس على العرش، والدليل على صحة ما قاله أهل الحق في ذلك قول الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثم استوى إلى السماء وهي دخان وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب ،
[ ص: 250 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فلما تجلى ربه للجبل ، وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سبح اسم ربك الأعلى وهذا من العلو، وكذلك قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255العلي العظيم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=9الكبير المتعال ،
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رفيع الدرجات ذو العرش ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50يخافون ربهم من فوقهم .
وقال جل ذكره:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تعرج الملائكة والروح إليه ، وقوله
لعيسى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55إني متوفيك ورافعك إلي ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بل رفعه الله إليه ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=38فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=19ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=2ليس له دافع nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3من الله ذي المعارج ، والعروج هو الصعود.
وأما قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أأمنتم من في السماء ، فمعناه : من على السماء، يعني على العرش، وقد تكون " في" بمعنى " على"، ألا ترى إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فسيحوا في الأرض أي : على الأرض، وكذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71ولأصلبنكم في جذوع النخل ، أي : على جذوع النخل.
وهذا كله يعضده قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تعرج الملائكة والروح إليه ، وما كان مثله مما تلونا من الآيات في هذا الباب.
فهذه الآيات وغيرها كلها واضحة في إبطال قول
المعتزلة. [ ص: 251 ] وأما ادعاؤهم المجاز في الاستواء، وقولهم : "استوى" بمعنى استولى فلا معنى له، لأنه غير ظاهر في اللغة،
nindex.php?page=treesubj&link=29639ومعنى الاستيلاء في اللغة المغالبة، والله لا يغالبه ولا يعلوه أحد،وهو الواحد الصمد.
ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته، حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز، إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزل إلينا من ربنا إلا على ذلك، وإنما يوجه كلام الله إلى الأشهر والأظهر من وجوهه، ما لم يمنع من ذلك ما يجب له التسليم.
ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مدع ما ثبت شيء من العبادات، وجل الله أن يخاطب إلا بما تفهمه العرب في معهود مخاطبتها مما يصح معناه عند السامعين.
nindex.php?page=treesubj&link=28727والاستواء في اللغة معلوم مفهوم، وهو العلو والارتفاع على الشيء، والاستقرار والتمكن فيه.
قال
أبو عبيدة: في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5استوى ، قال: علا، وتقول العرب: استويت فوق الدابة، واستويت فوق البيت.
قال
أبو عمرو: و [الاستواء:] الاستقرار في العلو، وبهذا خاطبنا الله عز وجل في كتابه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=13لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44واستوت على الجودي ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك .
[ ص: 252 ] وقال الشاعر:
فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى
وهذا لا يجوز أن يتأول فيه أحد: استولى، لأن النجم لا يستولي.
وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=15409النضر بن شميل - وكان ثقة مأمونا جليلا في علم الديانة واللغة قال: حدثني
الخليل - وحسبك بالخليل - قال: أتيت أبا ربيعة الأعرابي - وكان من أعلم من رأيت - فإذا هو على سطح، فسلمنا، فرد علينا السلام، وقال لنا: استووا، فبقينا متحيرين، ولم ندر ما قال، فقال لنا أعرابي إلى جنبه: أمركم أن ترتفعوا، قال الخليل: هو من قول الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثم استوى إلى السماء وهي دخان فصعدنا إليه.
وأما من نزع منهم بحديث
عبد الله بن واقد الواسطي بإسناده، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى أي : استولى على جميع بريته، فلا يخلو منه مكان " ، فالجواب أن هذا حديث منكر ونقلته مجهولون ضعفاء، وهم لا يقبلون أخبار الآحاد العدول، فكيف يسوغ لهم الاحتجاج بمثل هذا من الحديث، لو عقلوا أو أنصفوا؟!
أما سمعوا الله عز وجل حيث يقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا ،
[ ص: 253 ] [ق247] فدل على أن
موسى كان يقول إلهي في السماء، وفرعون يظنه كاذبا.
وقال أمية :
فسبحان من لا يقدر الخلق قدره ومن هو فوق العرش فرد موحد
مليك على عرش السماء مهيمن لعزته تعنو الوجوه وتسجد
قال
أبو عمر : وإن احتجوا بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ، وبقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=3وهو الله في السماوات وفي الأرض ، وبقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الآية. قيل لهم : لا خلاف بيننا وبينكم وبين سائر الأمة أنه ليس في الأرض دون السماء، فوجب حمل هذه الآية على المعنى الصحيح المجمع عليه،وذلك أنه في السماء إله معبود من أهل السماء، وفي الأرض إله معبود من أهل الأرض، وكذلك قال أهل العلم بالتفسير،
nindex.php?page=treesubj&link=29640وظاهر التنزيل يشهد أنه على العرش، والاختلاف في ذلك ساقط، وأسعد الناس به من ساعده الظاهر.
وأما قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وفي الأرض إله ، فالإجماع والاتفاق قد بين المراد أنه معبود من أهل الأرض، فتدبر هذا فإنه قاطع.
[ ص: 254 ] nindex.php?page=treesubj&link=29640ومن الحجة أيضا على أنه تبارك وتعالى على العرش فوق السماوات: أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر، أو نزلت بهم شدة، رفعوا أيديهم ووجوههم إلى السماء، فيستغيثون ربهم تبارك وتعالى، وهذا أشهر عند العامة والخاصة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته; لأنه اضطرار لم يوقفهم عليه أحد، ولا أنكره عليهم مسلم.
وقد
nindex.php?page=hadith&LINKID=930299قال النبي صلى الله عليه وسلم للأمة التي أراد مولاها عتقها، فاختبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلم إن كانت مؤمنة، فقال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء، ثم قال لها: من أنا؟ قالت: رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة ، فاكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم برفعها رأسها إلى السماء، واستغنى بذلك عما سواه. هذا لفظ
أبي عمر في الاستذكار، وذكره في "التمهيد" أطول منه.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أخبرنا
أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو، حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا
هارون بن سليمان، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة، عن
عاصم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15916زر، عن
عبد الله قال : "بين سماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء
[ ص: 255 ] خمسمائة عام، وبين [السماء] السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي وبين الماء خمسمائة عام،
nindex.php?page=treesubj&link=28726والكرسي فوق الماء، والله عز وجل فوق الكرسي، ويعلم ما أنتم عليه ".
قال: ورواه
عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، عن
عاصم بن بهدلة، عن
أبي وائل، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال
nindex.php?page=treesubj&link=31756 : ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام، ثم بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام، وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام، ثم ما بين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين الكرسي والماء خمسمائة عام، والكرسي فوق الماء والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - في كتاب "الأم"، ورويناه في "مسنده" - أخبرنا
[ ص: 256 ] إبراهيم بن محمد، قال: حدثني
موسى بن عبيد، قال: حدثني
أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة، عن
عبد الله بن عبيد بن عمير، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=99502أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بمرآة بيضاء فيها نكتة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذه ؟ فقال : هذه الجمعة فضلت بها أنت وأمتك، والناس لكم فيها تبع: اليهود والنصارى، ولكم فيها خير وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إلا استجيب له، وهو عندنا يوم المزيد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا جبريل وما يوم المزيد ؟ فقال : إن ربك اتخذ في الفردوس واديا أفيح فيه كثيب من مسك، فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله تبارك وتعالى ما شاء من ملائكته وحوله منابر من نور عليها مقاعد للنبيين، وحف تلك المنابر بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد، عليها الشهداء والصديقون، فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب، فيقول الله عز وجل: أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسلوني أعطكم، فيقولون ربنا نسألك رضوانك، فيقول قد رضيت عنكم، ولكم ما تمنيتم ولدي مزيد.
فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير، وهو اليوم الذي استوى فيه ربك تبارك وتعالى على العرش، وفيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : وأخبرنا
إبراهيم قال : حدثني
أبو عمران إبراهيم بن [ ص: 257 ] الجعد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك شبيها به.
احتج به
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في فضل الجمعة، وكان حسن القول في
إبراهيم بن محمد شيخه، والحديث له طرق عديدة.
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=11931أبو اليمان الحكم بن نافع، حدثنا صفوان قال: قال
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتاني جبريل - فذكره ".
ورواه
محمد بن شعيب، عن
عمر مولى غفرة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك، عن النبي [ق248] صلى الله عليه وسلم.
[ ص: 258 ] ورواه
أبو طيبة، عن
عثمان بن عمير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد جمع
أبو بكر بن أبي داود طرقه وقال:
أبو طيبة اسمه رجاء بن الحارث ثقة،
وعثمان بن عمير يكنى أبا اليقظان.
وقد تواترت الأحاديث الصحيحة التي أجمعت الأمة على صحتها وقبولها: بأن
nindex.php?page=treesubj&link=30621النبي صلى الله عليه وسلم عرج به إلى ربه، وأنه جاوز السماوات السبع، وأنه تردد بين موسى وبين الله عز وجل مرارا في شأن الصلاة وتخفيفها، وهذا من أعظم الحجج على الجهمية، فإنهم لا يقولون: عرج به إلى ربه، وإنما يقولون: عرج به إلى السماء.
وقد تواترت الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=690065بأن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا يقول: هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ رواه بضعة وعشرون صحابيا.
[ ص: 259 ] وفي "مسند
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد" و "سنن
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه" من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=676693بينا أهل الجنة في نعيمهم، إذ سطع لهم نور فرفعوا رءوسهم فإذا الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال : السلام عليكم يا أهل الجنة.
قال وذلك قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سلام قولا من رب رحيم ، فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم .
وفي "الصحيحين" عن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657271قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، وعمل الليل قبل عمل النهار، nindex.php?page=treesubj&link=29686حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070أبو عبد الله الحاكم في "علوم الحديث" في النوع العشرين:
[ ص: 260 ] سمعت
محمد بن صالح بن هانئ يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13114أبا بكر بن إسحاق بن خزيمة nindex.php?page=treesubj&link=28728_29639يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماوات فهو كافر به، يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل، حيث لا يتأذى المسلمون، ولا المعاهدون بنتن ريح جيفته، وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال
بكير بن معروف، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان، عن الضحاك:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ، قال : هو الله عز وجل على العرش وعلمه معهم ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي .
وبهذا الإسناد قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان: بلغنا - والله أعلم - في قوله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3هو الأول : الأول قبل كل شيء ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3والآخر بعد كل شيء،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3والظاهر فوق كل شيء ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3والباطن أقرب من كل شيء، وإنما يعني بالقرب: بعلمه وقدرته، وهو فوق عرشه،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3وهو بكل شيء عليم ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أيضا.
[ ص: 261 ] قال: وبهذا الإسناد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7إلا هو معهم ، يقول " علمه " وذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7إن الله بكل شيء عليم ، فيعلم نجواهم ويسمع كلامهم ثم ينبئهم يوم القيامة بكل شيء، وهو فوق عرشه وعلمه معهم.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: سمعت
أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت
محمد بن نعيم يقول: سمعت
الحسن بن الصباح البزار يقول : سمعت
علي بن الحسن بن شقيق يقول:
nindex.php?page=treesubj&link=29640سألت nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك، قلت : كيف نعرف ربنا ؟ قال: في السماء السابعة على عرشه " .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: وأخبرنا
أبو بكر محمد بن داود الزاهد، حدثنا
محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثني
عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي، قال : سمعت
علي بن الحسن بن شقيق [يقول] : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك يقول : نعرف ربنا فوق سبع سماوات على العرش استوى، بائن من خلقه ولا نقول كما قالت
الجهمية: إنه هاهنا، - وأشار إلى الأرض -" .
[ ص: 262 ] وقال
عبد الله بن سعيد بن كلاب فيما حكاه عنه
أبو بكر بن فورك: " وأخرج من النظر والخبر قول من قال: لا هو داخل العالم ولا خارجه، فنفاه نفيا مستويا; لأنه لو قيل له: صفه بالعدم، ما قدر أن يقول فيه أكثر منه، ورد أخبار الله نصا، وقال في ذلك بما لا يجوز في خبر ولا معقول، وزعم أن هذا هو التوحيد الخالص، والنفي الخالص عندهم هو الإثبات الخالص، وهم عند أنفسهم قياسون "، هذا حكاية لفظه.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في كتاب "شعار الدين":
nindex.php?page=treesubj&link=29639القول في أن الله تعالى مستو على العرش: هذه المسألة سبيلها التوقيف المحض، ولا يصل إليها الدليل من غير هذا الوجه، وقد نطق به الكتاب في غير آية وردت به الأخبار الصحيحة، فقبوله من جهة التوقيف واجب، والبحث عنه وطلب الكيفية غير
[ ص: 263 ] جائز.
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: "
nindex.php?page=treesubj&link=28728الاستواء معلوم، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة "،فمن التوقيف الذي جاء به الكتاب قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى .
وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59ثم استوى على العرش الرحمن ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رفيع الدرجات ذو العرش ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=17أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تعرج الملائكة والروح إليه ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بل رفعه الله إليه ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب .
وقال حكاية عن فرعون أنه قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى ، فوقع قصد الكافر إلى الجهة التي أخبره موسى عنها، ولذلك لم يطلبه في طول الأرض وعرضها، ولم ينزل إلى طبقات الأرض سفلا.
فدل ما تلوناه من هذه الآي على أن الله سبحانه في السماء مستو على
[ ص: 264 ] العرش، ولو كان بكل مكان لم يكن لهذا التخصيص معنى ولا فيه فائدة، وقد جرت عادة المسلمين خاصتهم وعامتهم بأن يدعوا ربهم عند الابتهال والرغبة إليه، ويرفعوا أيديهم إلى السماء، وذلك لاستفاضة العلم عندهم بأن المدعو في السماء سبحانه.
ثم ذكر قول من فسر الاستواء بالاستيلاء وبين فساده.
وقال أبو الحسن الأشعري في كتاب "مقالات المصلين" له في باب ترجمته: "باب اختلافهم في الباري هل هو مكان دون مكان، أم لا في مكان، أم في كل مكان؟ وهل حملة العرش ثمانية أملاك أم ثمانية أصناف من الملائكة؟ اختلفوا في ذلك على سبع عشرة مقالة.
ثم قال: وقال أهل السنة والحديث:
nindex.php?page=treesubj&link=33677_28728ليس بجسم ولا يشبه الأشياء وإنه على العرش كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى ، فلا نتقدم بين يدي الله في القول، بل نقول: استوى بلا كيف،وإن له وجها كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27ويبقى وجه ربك ، وإن له يدين كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75خلقت بيدي ، وإن له عينين كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تجري بأعيننا .
وإنه يجيء يوم القيامة وملائكته كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وجاء ربك والملك صفا صفا ، وإنه ينزل إلى سماء الدنيا كما جاء في الحديث، ولم يقولوا شيئا إلا ما وجدوه في الكتاب أو جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت
المعتزلة: إن الله استوى على عرشه بمعنى استولى.
[ ص: 265 ] وقال بعد ذلك في حكاية قول أهل السنة والحديث: هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة.
nindex.php?page=treesubj&link=29614_29613جملة ما عليه أصحاب الحديث وأهل السنة: الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله وما رواه الثقات، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون من ذلك شيئا، وأنه تعالى إله واحد أحد فرد صمد لا إله غيره، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.
وأن الله تعالى على عرشه كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى ، وأن له يدين بلا كيف كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75خلقت بيدي ،
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64بل يداه مبسوطتان ، وأن له عينين بلا كيف كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تجري بأعيننا ، وأن له وجها كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام .
ثم ذكر مذهب
عبد الله بن سعيد بن كلاب فقال: "كان يقول : إن القرآن كلام الله ..." وساقه إلى أن قال : "وإنه مستو على عرشه كما قال، وإنه تعالى فوق كل شيء". هذا كله لفظه في "المقالات".
[ ص: 266 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن الأشعري رحمه الله أيضا في كتاب "الموجز": فإن قالوا: أفتزعمون أن الله في السماء؟ قيل له: قد نقول : إن الله عال فوق العرش مستو عليه، والعرش فوق السماء، ولا نصفه بالدخول في الأمكنة المباينة لها.
وأما قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ، فإن معناه أنه إله أهل الأرض وأهل السماء، وقد جاءت الأخبار أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا، فكيف يكون فيها وهو ينزل إليها؟! كما جاءت الأخبار، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا .
فهذا الذي استقر عليه
nindex.php?page=treesubj&link=29639مذهب أبي الحسن في كل كتبه كـ "الموجز" و "المقالات" و "المسائل" و "رسالته إلى أهل الثغر" و "الإبانة" : أن الله تعالى فوق عرشه مستو عليه، ولا يطلق عليه لفظ المباينة; لأنها عنده من لوازم الجسم والله تعالى منزه عن الجسمية، فظن بعض أتباعه أن نفيه للمباينة نفي للعلو والاستواء بطريق اللزوم، فنسبه إليه وقوله ما هو قائل بخلافه، وهذا بين لكل منصف تأمل كلامه وطالع كتبه.
[وختم
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود هذا الباب بحديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن
[ ص: 267 ] النبي صلى الله عليه وسلم قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890856أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ] .
وفي كتاب "السنة"
لعبد الله بن أحمد - من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=19777_19779تفكروا في كل شيء، ولا تفكروا في ذات الله، فإن بين السماوات السبع إلى كرسيه سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك .
وفي "مسند
nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان" من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة، عن
ذكوان: nindex.php?page=hadith&LINKID=682651استأذن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس على nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، فقالت: لا حاجة لي بتزكيته، فقال nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر: يا أختاه إن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس من صالحي بنيك، جاء يعودك، قالت: فأذن له، فدخل عليها، فقال: يا أمه أبشري، فوالله ما بينك [ ص: 268 ] وبين أن تلقي محمدا والأحبة إلا أن يفارق روحك جسدك، كنت أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيبا.
قالت: وأيضا، قال: هلكت قلادتك بالأبواء، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقطها، فلم يجدوا ماء، فأنزل الله عز وجل : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6فتيمموا صعيدا طيبا ، وكان ذلك بسببك وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة .
وكان من أمر مسطح ما كان فأنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات، فليس مسجد يذكر الله فيه، إلا وبراءتك تتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر بن عبد البر: روينا من وجوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس [فمر بعجوز فاستوقفته، فوقف لها وجعل يحدثها وتحدثه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز، قال: ويلك! تدري من هذه؟ هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات - وذكر الحديث- .
[ ص: 269 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر بن عبد البر: روينا من وجوه صحاح: أن
عبد الله بن رواحة مشى ليلة إلى أمة له، فنالها، فرأته امرأته فلامته فجحدها، فقالت: إن كنت صادقا فاقرأ القرآن، [ق250] فإن الجنب لا يقرأ القرآن، فقال:
شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
فقالت امرأته: آمنت بالله وكذبت عيني! وكانت لا تحفظ القرآن .
وفي تاريخ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: حدثنا
محمد بن فضيل، عن
فضيل بن [ ص: 270 ] غزوان، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل
أبو بكر فأكب عليه وقبل جبهته، وقال: بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا، وقال: من كان يعبد
محمدا، فإن
محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله في السماء حي لا يموت .
وفي "مغازي
الأموي"، عن
البكائي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق، حدثني
يزيد بن سنان، عن
سعيد بن الأجرد، عن
العرس بن قيس الكندي، عن
عدي بن عميرة قال : خرجت مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثا طويلا - وفيه: فإذا هو ومن معه يسجدون على وجوههم، ويزعمون أن إلههم في السماء، فأسلمت وتبعته .
وفي "مسند
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد"، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون: حدثنا
المسعودي، عن
عون بن عبد الله، عن أخيه
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=688410أن [ ص: 271 ] رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء أعجمية ، فقال: يا رسول الله، إن علي رقبة مؤمنة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ فأشارت بأصبعها إلى السماء، فقال لها: من أنا ؟ فأشارت بأصبعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى السماء، [أي:] أنت رسول الله ، فقال: أعتقها .
وهذه غير قصة
معاوية بن الحكم التي في "صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم"-، فقد
nindex.php?page=treesubj&link=29639_29640شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان لمن شهد أن الله في السماء، وشهد عليه الجهمية بالكفر!.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في "مسنده": حدثنا
حسين بن محمد، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17003محمد بن عمرو بن عطاء، عن
سعيد بن يسار، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=689259إن الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل الصالح قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فيستفتح لها فيقال: من هذا ؟ فيقال: فلان، فيقولون: مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب [ ص: 272 ] غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله ... وذكر الحديث .
وفي "صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم"، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=659603والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها .
وفي "مسند
الحارث بن أبي أسامة" من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16294عبادة بن نسي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16345عبد الرحمن بن غنم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل يرفعه:
إن الله ليكره في السماء أن يخطأ أبو بكر في الأرض .
ولا تعارض بين هذا وبين تخطئة النبي صلى الله عليه وسلم له في بعض تعبيره الرؤيا
[ ص: 273 ] لوجهين:
أحدهما: أن الله يكره تخطئة غيره من آحاد الأمة له، لا تخطئة الرسول له في أمر ما، فإن الصواب والحق مع الرسول صلى الله عليه وسلم قطعا، بخلاف غيره من الأمة، فإنه إذا خطأ الصديق لم يتحقق أن الصواب معه، بل ما تنازع الصديق وغيره في أمر إلا كان الصواب مع الصديق.
الثاني: أن التخطئة هنا من نسبته إلى "الخطء" الذي هو الإثم، دون "الخطأ" الذي هو ضد التعمد، والله أعلم.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن
الحكم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يرفعه:
إن العبد ليشرف على حاجة من حاجات الدنيا، فيذكره الله من فوق سبع سماوات، فيقول: ملائكتي إن عبدي هذا قد أشرف على حاجة من حاجات الدنيا، فإن فتحتها له فتحت له بابا من أبواب النار، ولكن ازووها عنه، فيصبح العبد عاضا على أنامله يقول: " من دهاني؟ من سبقني؟ وما هي إلا رحمة رحمه الله بها ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم. [ ص: 274 ] وفي "الثقفيات" من حديث
جابر بن سليم أبي جري قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=685933ركبت قعودا لي فأتيت المدينة فأنخت بباب المسجد - فذكر حديثا طويلا - وفيه فقال رجل : يا رسول الله ذكرت إسبال الإزار، فقد يكون بالرجل القرح، أو الشيء فيستخفي منه.
قال: "لا بأس إلى نصف الساق أو إلى الكعبين، إن رجلا ممن كان قبلكم لبس بردين فتبختر فيهما، فنظر [الله] إليه من فوق عرشه فمقته، فأمر الأرض فأخذته، فهو يتجلجل في الأرض، فاحذروا وقائع الله [ ص: 275 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة بن سليمان، عن
أبي حيان، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15683حبيب بن أبي ثابت، nindex.php?page=hadith&LINKID=930301أن nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت أنشد النبي صلى الله عليه وسلم:
شهدت بإذن الله أن محمدا رسول الذي فوق السماوات من عل
وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما له عمل في دينه متقبل
وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم يقول بذات الله فيهم ويعدل
وفي حديث الشفاعة الطويل من رواية
زائدة بن أبي الرقاد، عن
زياد النميري، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث وفيه: فأدخل على ربي عز وجل [ق251] وهو على عرشه .
وفي لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري :
nindex.php?page=hadith&LINKID=693918فأستأذن على ربي في داره .
وفي لفظ آخر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664728فآتي تحت العرش فأخر ساجدا لربي .
وفي حديث
عبد الله بن أنيس، الذي رحل إليه
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر شهرا حتى سمعه
[ ص: 276 ] منه في القصاص: ثم يناديهم الله تعالى وهو قائم على عرشه ... وذكر الحديث. واستشهد
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ببعضه.
وفي "سنن
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه" و "مسند
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد" من حديث
الفضل الرقاشي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=676693بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور، فرفعوا رءوسهم، فإذا الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم من فوقهم فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة، قال: وذلك قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سلام قولا من رب رحيم ، قال: فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم، ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم، ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم .
وروى
الوليد بن القاسم، عن
يزيد بن كيسان، عن
أبي حازم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي [ ص: 277 ] هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
ما قال عبد: لا إله إلا الله مخلصا، إلا صعدت لا يردها حجاب، فإذا وصلت إلى الله نظر إلى قائلها، وحق على الله أن لا ينظر إلى موحد إلا رحمه .
وفي "مسند
nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان" من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11960أبي جعفر الرازي، عن
عاصم بن بهدلة، عن
أبي صالح، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار، قال: اللهم أنت واحد في السماء، وأنا في [ ص: 278 ] الأرض واحد عبدك .
ولما أنشد النبي صلى الله عليه وسلم شعر أمية بن أبي الصلت:
مجدوا الله فهو للمجد أهل ربنا في السماء أمسى كبيرا
بالبناء الأعلى الذي سبق الخلـ ـق وسوى فوق السماء سريرا
يرجع ما يناله بصر العيـ ـن ترى دونه الملائك صورا
قال النبي صلى الله عليه وسلم: آمن شعره وكفر قلبه .
وروى
عاصم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15916زر ، عن
[ ص: 279 ] nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال: ما بين السماء القصوى وبين الكرسي - إلى قوله - والله فوق ذلك وقد تقدم.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه: حدثنا
إبراهيم بن حكيم بن أبان، عن أبيه، عن
عكرمة في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ، قال : [قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس:] قال لم يستطع أن يقول: "من فوقهم، علم أن الله من فوقهم" .
وقال
علي بن الأقمر: كان
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق إذا حدث، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قال : حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات ".
[ ص: 280 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16023سلمة بن شبيب: حدثنا
إبراهيم بن حكيم، حدثني أبي، عن
عكرمة قال:
بينما رجل مستلق على مثلته في الجنة، فقال في نفسه - لم يحرك شفتيه :- لو أن الله يأذن لي لزرعت في الجنة، فلم يعلم إلا والملائكة على أبواب جنته قابضين على أكفهم، فيقولون: سلام عليك، فاستوى قاعدا فقالوا له: يقول لك ربك: تمنيت شيئا في نفسك فقد علمته، وقد بعث معنا هذا البذر يقول : ابذر، فألقى يمينا وشمالا وبين يديه وخلفه، فخرج أمثال الجبال على ما كان تمنى وأراد،فقال له الرب من فوق عرشه: كل يا ابن آدم، فإن ابن آدم لا يشبع . وأصله في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري.
وفي "تفسير
سنيد" شيخ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان، عن
الضحاك :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم قال:
[ ص: 281 ] هو على عرشه، وعلمه معهم أينما كانوا .
وفي "تاريخ
ابن أبي خيثمة": حدثنا
هارون بن معروف، حدثنا
ضمرة، عن
صدقة التيمي قال: سمعت
سليمان التيمي، يقول :" لو سئلت أين الله؟ لقلت في السماء ".
وقال
حنبل: قلت
لأبي عبد الله: ما معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108وهو معهم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7هو رابعهم قال: علمه، محيط بكل شيء يعلم الغيب وهو على العرش.
[ ص: 282 ] وقال
يوسف بن موسى: قيل
لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: الله فوق السماء السابعة على عرشه، بائن من خلقه، وقدرته وعلمه بكل مكان ؟ قال نعم،
nindex.php?page=treesubj&link=28728_29639الله على العرش وعلمه لا يخلو منه مكان.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم: حدثني
محمد بن إبراهيم القيسي، قلت
nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد بن حنبل: يحكى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك أنه قيل له: كيف نعرف ربنا ؟ قال: في السماء السابعة على عرشه، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: هكذا هو عندنا.
وذكر
أبو [محمد] عبد الرحمن بن أبي حاتم في "كتاب السنة"، عن
[ ص: 283 ] الإمام أبي عبد الله الشافعي-، قدس الله روحه، ورضي عنه- قال: السنة التي أنا عليها، ورأيت أصحابنا عليها- أهل الحديث الذين رأيتهم فأخذت عنهم مثل
سفيان nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك وغيرهما - : الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن الله على عرشه في سمائه، يقرب من خلقه كيف يشاء، وأن الله ينزل إلى سماء الدنيا كيف يشاء ... وذكر كلاما طويلا.
وقال
عبد الرحمن أيضا: سألت أبي
وأبا زرعة، عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدون من ذلك؟ فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا ومصرا وشاما ويمنا، فكان من مذاهبهم: أن
nindex.php?page=treesubj&link=34134_28650_28647الإيمان قول وعمل، يزيد [ق252] وينقص، nindex.php?page=treesubj&link=29453والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته، والقدر خيره وشره من الله، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=28728الله تعالى على عرشه بائن من خلقه، كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله بلا كيف، أحاط بكل شيء علما، و
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
[ ص: 284 ] وقال أبو
القاسم الطبري في كتاب "شرح السنة" له: وجدت في كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبي حاتم الرازي: مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه والتابعين من بعدهم، والتمسك بمذاهب أهل الأثر مثل
أبي عبد الله أحمد بن حنبل، nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه، وأبي عبيد القاسم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي رحمهم الله، ولزوم الكتاب والسنة... ونعتقد أن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
وفي كتاب "الإبانة"
لأبي الحسن الأشعري رحمه الله - ذكره
أبو القاسم بن عساكر وعده من كتبه، وحكى كلامه فيه مبينا عقيدته، والذب عنه- قال: " ذكر الاستواء على العرش،
nindex.php?page=treesubj&link=29639_28730_28728إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء ؟ قال نقول له: إن الله مستو على عرشه، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب ، [وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بل رفعه الله إليه ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه ،
[ ص: 285 ] وقال حكاية عن فرعون :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا ، كذب فرعون موسى في قوله إن الله فوق السماوات.
وقال عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ، فالسماوات فوقها العرش، فلما كان العرش هو فوق السماوات، وكل ما علا فهو سماء، فالعرش أعلى السماوات، وليس إذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أأمنتم من في السماء ، يعني جميع السماوات، وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات; ألا ترى أن الله عز وجل ذكر السماوات فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=16وجعل القمر فيهن نورا ولم يرد أن القمر يملؤهن جميعا؟.
ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء ; لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السماوات، فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش، كما لا يحطونها إذا دعوا نحو الأرض.
[ ص: 237 ] فَإِنْ قِيلَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانُ لَا يُعْرَفَانِ.
قِيلَ: بَلْ هُمَا ثِقَتَانِ مَشْهُورَانِ
nindex.php?page=showalam&ids=16544عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ الْقَطْوَانِيُّ، وَهُمَا مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحِ.
وَفِي "الصَّحِيحَيْنِ" مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11863أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ
الْأَعْرَجِ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=689191nindex.php?page=treesubj&link=29640لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابٍ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي .
وَفِي لَفْظِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=656855وَهُوَ وَضْعٌ عِنْدَهُ عَلَى الْعَرْشِ . وَفِي لَفْظٍ لَهُ أَيْضًا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=656999فَهُوَ مَكْتُوبٌ فَوْقَ الْعَرْشِ ، وَ "وَضْعٌ" بِمَعْنَى مَوْضُوعٍ، مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ، كَنَظَائِرِهِ.
وَفِي "صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ" أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15743حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ
ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=693727كَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ : nindex.php?page=treesubj&link=29640زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ ! .
وَفِي لَفْظٍ
nindex.php?page=showalam&ids=12070لِلْبُخَارِيِّ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=693727كَانَتْ تَقُولُ: أَنْكَحَنِي اللَّهُ فِي السَّمَاءِ .
[ ص: 238 ] وَفِي "الصَّحِيحَيْنِ" مِنْ حَدِيثِ
أَبِي صَالِحٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651321nindex.php?page=treesubj&link=29640مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، - وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الطَّيِّبُ-، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ ، لَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ.
وَفِي "الصَّحِيحَيْنِ" مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11863أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ
الْأَعْرَجِ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=650522يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ - كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ .
وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=688617ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ ، وَقَالَ أَخْرَجَاهُ فِي "الصَّحِيحِ".
[ ص: 239 ] وَفِي "الصَّحِيحَيْنِ" قِصَّةُ
سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَحُكْمُهُ فِي
بَنِي قُرَيْظَةَ، وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652816لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ . وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16283عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَفِيهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=889989لَقَدْ حَكَمَ فِيهِمُ الْيَوْمَ بِحُكْمِ اللَّهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ فِي حَدِيثِهِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=3503117لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ . وَالرَّقِيعُ مِنْ أَسْمَاءِ السَّمَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ وَالْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ، عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ [ ص: 240 ] حُصَيْنٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665775قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي: يَا حُصَيْنُ كَمْ تَعْبُدُ الْيَوْمَ إِلَهًا؟ قَالَ أَبِي: سَبْعَةً، سِتَّةً فِي الْأَرْضِ وَوَاحِدًا فِي السَّمَاءِ، قَالَ : nindex.php?page=treesubj&link=29640فَأَيُّهُمْ تَعُدُّ لِرَغْبَتِكَ وَرَهْبَتِكَ؟ قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ، قَالَ يَا حُصَيْنُ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَسْلَمْتَ عَلَّمْتُكَ كَلِمَتَيْنِ تَنْفَعَانِكَ.
قَالَ : فَلَمَّا أَسْلَمَ حُصَيْنٌ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي الْكَلِمَتَيْنِ اللَّتَيْنِ وَعَدْتَنِي، قَالَ: قُلِ : اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي، وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي" .
وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ شَهِدَ لِلْجَارِيَةِ بِالْإِيمَانِ حَيْثُ أَقَرَّتْ بِأَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ، وَحَدِيثُهَا فِي "صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ".
وَثَبَتَ عَنْهُ فِي "الصَّحِيحِ" أَنَّهُ جَعَلَ يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ إِلَى السَّمَاءِ - فِي خُطْبَتِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَيُنَكِّسُهَا إِلَى النَّاسِ وَيَقُولُ : "اللَّهُمَّ اشْهَدْ"، وَكَانَ مُسْتَشْهِدًا بِاللَّهِ حِينَئِذٍ، لَمْ يَكُنْ دَاعِيًا حَتَّى يُقَالَ: السَّمَاءُ قِبْلَةُ الدُّعَاءِ.
[ ص: 241 ] وَفِي " الصَّحِيحَيْنِ" مِنْ حَدِيثِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654004بَعَثَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ [ق245] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا، فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ، بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ، وَزَيْدِ الْخَيْلِ، وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ، وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: كُنَّا أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَلَا تَأْمَنُونِي، وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً .
وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=914050nindex.php?page=treesubj&link=29640رَبُّنَا اللَّهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ، تَقَدَّسَ اسْمُكَ، أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَمَا رَحْمَتُكَ فِي السَّمَاءِ ... الْحَدِيثَ ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ فِي الطِّبِّ.
[ ص: 242 ] وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16705عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ
أَبِي قَابُوسَ - مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664217ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ . رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْأَدَبِ.
وَفِي "صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنِ حِبَّانَ"، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12081أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=943935إِنَّ رَبَّكُمْ حَيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا .
وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ
يَعْلَى بْنِ [ ص: 243 ] عَطَاءٍ، عَنْ
وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ
أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ قُلْتُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665404يَا رَسُولَ اللَّهِ nindex.php?page=treesubj&link=29639_28728_28730أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ قَالَ : كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَيْهِ ، هَذَا لَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيِّ، وَهَذَا الْإِسْنَادُ صَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ فِي مَوْضِعٍ وَحَسَّنَهُ فِي مَوْضِعٍ، فَصَحَّحَهُ فِي الرُّؤْيَا: حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ، عَنْ
يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ
وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي
رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664574nindex.php?page=treesubj&link=29813رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَهِيَ عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ يَتَحَدَّثْ بِهَا فَإِذَا تَحَدَّثَ بِهَا [ ص: 244 ] سَقَطَتْ، قَالَ : وَأَحْسِبْهُ قَالَ : لَا تُحَدِّثْ بِهَا إِلَّا لَبِيبًا أَوْ حَبِيبًا" . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
قَالَ
ابْنُ الْقَطَّانِ: فَيَلْزَمُهُ تَصْحِيحُ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ أَوِ الِاقْتِصَارُ عَلَى تَحْسِينِ الثَّانِي; يَعْنِي لِأَنَّ الْإِسْنَادَ وَاحِدٌ.
قَالَ: فَإِنْ قِيلَ لَعَلَّهُ حَسَّنَ الْأَوَّلَ لِأَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَصَحَّحَ الثَّانِي لِأَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ، وَفَضْلُ مَا بَيْنَهُمَا فِي الْحِفْظِ بَيِّنٌ، قُلْنَا: قَدْ صَحَّحَ مِنْ أَحَادِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ مَا لَا يُحْصَى، وَهُوَ مَوْضِعٌ لَا نَظَرَ فِيهِ عِنْدَهُ وَلَا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَإِنَّهُ إِمَامٌ، وَكَانَ عِنْدَ شُعْبَةَ مِنْ تَعْظِيمِهِ وَإِجْلَالِهِ مَا هُوَ مَعْلُومٌ.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمِ، عَنِ
الْأَصَمِّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيِّ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15627جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ
أَبِي يَزِيدَ [ ص: 245 ] الْمَدِينِيِّ : أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَرَّ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَقِيَتْهُ عَجُوزٌ وَاسْتَوْقَفَتْهُ، فَوَقَفَ عَلَيْهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبَيْهَا، حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا، فَلَمَّا فَرَغَتْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ : حَبَسْتَ رِجَالَاتِ قُرَيْشٍ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ! قَالَ : وَيْحَكَ، تَدْرِي مَنْ هَذِهِ؟، هَذِهِ عَجُوزٌ سَمِعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ شَكْوَاهَا مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتِ، وَاللَّهِ لَوِ اسْتَوْقَفَتْنِي إِلَى اللَّيْلِ لَوَقَفْتُ عَلَيْهَا إِلَّا أَنْ آتِيَ صَلَاةً ثُمَّ أَعُودَ عَلَيْهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ: وَأَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ "
nindex.php?page=treesubj&link=28728كُنَّا - وَالتَّابِعُونَ مُتَوَافِرُونَ - نَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَوْقَ عَرْشِهِ وَنُؤْمِنُ بِمَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ مِنْ صِفَاتِهِ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" : قَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ [ ص: 246 ] ارْتَفَعَ، "فَسَوَّى" خَلْقَهُنَّ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : "اسْتَوَى" عَلَا.
وَقَالَ
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَهْدِيٍّ الطَّبَرِيُّ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=13711أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ: "
nindex.php?page=treesubj&link=29639_28728وَاللَّهُ فِي السَّمَاءِ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ بِمَعْنَى أَنَّهُ عَالٍ عَلَيْهِ، وَمَعْنَى الِاسْتِوَاءِ الِاعْتِلَاءُ، كَمَا تَقُولُ: اسْتَوَيْتُ عَلَى ظَهْرِ الدَّابَّةِ، وَاسْتَوَيْتُ عَلَى السَّطْحِ بِمَعْنَى عَلَوْتُهُ، وَاسْتَوَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَأْسِي، وَاسْتَوَى الطَّيْرُ عَلَى قِمَّةِ رَأْسِي بِمَعْنَى عَلَا، يَعْنِي عَلَا فِي الْجَوِّ فَوُجِدَ فَوْقَ رَأْسِي; فَالْقَدِيمُ سُبْحَانَهُ عَالٍ عَلَى عَرْشِهِ، لَا قَاعِدٌ وَلَا قَائِمٌ وَلَا مُمَاسٌّ وَلَا مُبَايِنٌ، عَنِ الْعَرْشِ ، هَذَا كَلَامُهُ حَكَاهُ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ.
قَالَ: وَرَوَى
[أَبُو] الْحَسَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ، عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ نَفْطَوَيْهِ [ ص: 247 ] قَالَ : أَخْبَرَنِي
أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ
ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا مَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى قَالَ: إِنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا أَخْبَرَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا مَعْنَى "اسْتَوَى" اسْتَوْلَى، فَقَالَ لَهُ
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مَا يُدْرِيكَ؟ الْعَرَبُ لَا تَقُولُ: اسْتَوْلَى عَلَى الشَّيْءِ فُلَانٌ حَتَّى يَكُونَ لَهُ فِيهِ مُضَادٌّ، فَأَيُّهُمَا غَلَبَ قِيلَ: قَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْهِ، وَاللَّهُ تَعَالَى لَا مُضَادَّ لَهُ، فَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا أَخْبَرَ.
وَقَالَ
يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطُّلَيْطِلِيُّ فِي كِتَابِ "سِيَرِ الْفُقَهَاءِ": حَدَّثَنِي
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيِّ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانُوا يَكْرَهُونَ قَوْلَ الرَّجُلِ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، وَكَانُوا يَقُولُونَ اللَّهُ هُوَ الدَّهْرُ; وَكَانُوا يَكْرَهُونَ قَوْلَ الرَّجُلِ: رَغِمَ أَنْفِي لِلَّهِ، وَإِنَمَا يُرْغَمُ أَنْفُ الْكَافِرِ; وَكَانُوا يَكْرَهُونَ قَوْلَ الرَّجُلِ: لَا وَالَّذِي [ق246] خَاتَمُهُ عَلَى فَمِي، وَإِنَّمَا يُخْتَمُ عَلَى فَمِ الْكَافِرِ، وَكَانُوا يَكْرَهُونَ قَوْلَ الرَّجُلِ: وَاللَّهُ حَيْثُ كَانَ، أَوْ: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ مَكَانٍ.
قَالَ
أَصْبَغُ: nindex.php?page=treesubj&link=29639وَهُوَ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ، وَبِكُلِّ مَكَانِ عِلْمُهُ [ ص: 248 ] وَإِحَاطَتُهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي التَّمْهِيدِ وَالِاسْتِذْكَارِ: قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ :
nindex.php?page=treesubj&link=29639 "اللَّهُ فِي السَّمَاءِ وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ".
وَقَالَ
الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الطَّيِّبِ الْمَالِكِيُّ الْأَشْعَرِيُّ فِي رِسَالَتِهِ الْمَشْهُورَةِ الَّتِي سَمَّاهَا "رِسَالَةَ الْحَرَّةِ": "وَأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ شَاءَ مُرِيدٌ كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [ ص: 249 ] وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، وَأَنَّ اللَّهَ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ وَمُسْتَوْلٍ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، بِغَيْرِ مُمَاسَّةٍ وَلَا كَيْفِيَّةٍ وَلَا مُجَاوَرَةٍ ".
وَقَالَ حَافِظُ الْمَغْرِبِ إِمَامُ السُّنَّةِ فِي وَقْتِهِ،
nindex.php?page=showalam&ids=13332أَبُو عُمَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي كِتَابَيْهِ "التَّمْهِيدِ" "وَالِاسْتِذْكَارِ" فِي شَرْحِ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ
الْأَغَرِّ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=655846يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ... الْحَدِيثَ .
قَالَ
أَبُو عُمَرَ - وَهَذَا لَفْظُهُ فِي "الِاسْتِذْكَارِ" -: فِيهِ
nindex.php?page=treesubj&link=29640دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّمَاءِ عَلَى الْعَرْشِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ كَمَا قَالَتِ الْجَمَاعَةُ، وَهُوَ مِنْ حُجَّتِهِمْ عَلَى
الْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ فِي قَوْلِهِمْ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فِي كُلِّ مَكَانٍ وَلَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَهُ أَهْلُ الْحَقِّ فِي ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ،
[ ص: 250 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ ، وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى وَهَذَا مِنَ الْعُلُوِّ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=9الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ .
وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ، وَقَوْلُهُ
لِعِيسَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=38فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=19وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=2لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ، وَالْعُرُوجُ هُوَ الصُّعُودُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ، فَمَعْنَاهُ : مَنْ عَلَى السَّمَاءِ، يَعْنِي عَلَى الْعَرْشِ، وَقَدْ تَكُونُ " فِي" بِمَعْنَى " عَلَى"، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَيْ : عَلَى الْأَرْضِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ، أَيْ : عَلَى جُذُوعِ النَّخْلِ.
وَهَذَا كُلُّهُ يُعَضِّدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ، وَمَا كَانَ مِثْلُهُ مِمَّا تَلَوْنَا مِنَ الْآيَاتِ فِي هَذَا الْبَابِ.
فَهَذِهِ الْآيَاتُ وَغَيْرُهَا كُلُّهَا وَاضِحَةٌ فِي إِبْطَالِ قَوْلِ
الْمُعْتَزِلَةِ. [ ص: 251 ] وَأَمَّا ادِّعَاؤُهُمُ الْمَجَازَ فِي الِاسْتِوَاءِ، وَقَوْلُهُمُ : "اسْتَوَى" بِمَعْنَى اسْتَوْلَى فَلَا مَعْنَى لَهُ، لِأَنَّهُ غَيْرُ ظَاهِرٍ فِي اللُّغَةِ،
nindex.php?page=treesubj&link=29639وَمَعْنَى الِاسْتِيلَاءِ فِي اللُّغَةِ الْمُغَالَبَةُ، وَاللَّهُ لَا يُغَالِبُهُ وَلَا يَعْلُوهُ أَحَدٌ،وَهُوَ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ.
وَمِنْ حَقِّ الْكَلَامِ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى حَقِيقَتِهِ، حَتَّى تَتَّفِقَ الْأُمَّةُ أَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ الْمَجَازُ، إِذْ لَا سَبِيلَ إِلَى اتِّبَاعِ مَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا إِلَّا عَلَى ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يُوَجَّهُ كَلَامُ اللَّهِ إِلَى الْأَشْهَرِ وَالْأَظْهَرِ مِنْ وُجُوهِهِ، مَا لَمْ يَمْنَعْ مِنْ ذَلِكَ مَا يَجِبُ لَهُ التَّسْلِيمُ.
وَلَوْ سَاغَ ادِّعَاءُ الْمَجَازِ لِكُلِّ مُدَّعٍ مَا ثَبَتَ شَيْءٌ مِنَ الْعِبَادَاتِ، وَجَلَّ اللَّهُ أَنْ يُخَاطِبَ إِلَّا بِمَا تَفْهَمُهُ الْعَرَبُ فِي مَعْهُودِ مُخَاطَبَتِهَا مِمَّا يَصِحُّ مَعْنَاهُ عِنْدَ السَّامِعِينَ.
nindex.php?page=treesubj&link=28727وَالِاسْتِوَاءُ فِي اللُّغَةِ مَعْلُومٌ مَفْهُومٌ، وَهُوَ الْعُلُوُّ وَالِارْتِفَاعُ عَلَى الشَّيْءِ، وَالِاسْتِقْرَارُ وَالتَّمَكُّنُ فِيهِ.
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5اسْتَوَى ، قَالَ: عَلَا، وَتَقُولُ الْعَرَبُ: اسْتَوَيْتُ فَوْقَ الدَّابَّةِ، وَاسْتَوَيْتُ فَوْقَ الْبَيْتِ.
قَالَ
أَبُو عَمْرٍو: وَ [الِاسْتِوَاءُ:] الِاسْتِقْرَارُ فِي الْعُلُوِّ، وَبِهَذَا خَاطَبَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=13لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ .
[ ص: 252 ] وَقَالَ الشَّاعِرُ:
فَأَوْرَدْتَهُمْ مَاءً بِفَيْفَاءَ قَفْرَةٍ وَقَدْ حَلَّقَ النَّجْمُ الْيَمَانِيُّ فَاسْتَوَى
وَهَذَا لَا يَجُوزُ أَنْ يَتَأَوَّلَ فِيهِ أَحَدٌ: اسْتَوْلَى، لِأَنَّ النَّجْمَ لَا يَسْتَوْلِي.
وَقَدْ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=15409النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ - وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا جَلِيلًا فِي عِلْمِ الدِّيَانَةِ وَاللُّغَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي
الْخَلِيلُ - وَحَسْبُكَ بِالْخَلِيلِ - قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا رَبِيعَةَ الْأَعْرَابِيَّ - وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ مَنْ رَأَيْتُ - فَإِذَا هُوَ عَلَى سَطْحٍ، فَسَلَّمْنَا، فَرَدَّ عَلَيْنَا السَّلَامَ، وَقَالَ لَنَا: اسْتَوُوا، فَبَقِينَا مُتَحَيِّرِينَ، وَلَمْ نَدْرِ مَا قَالَ، فَقَالَ لَنَا أَعْرَابِيٌّ إِلَى جَنْبِهِ: أَمَرَكُمْ أَنْ تَرْتَفِعُوا، قَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَصَعِدْنَا إِلَيْهِ.
وَأَمَّا مَنْ نَزَعَ مِنْهُمْ بِحَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ الْوَاسِطِيِّ بِإِسْنَادِهِ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ: nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى أَيِ : اسْتَوْلَى عَلَى جَمِيعِ بَرِيَّتِهِ، فَلَا يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ " ، فَالْجَوَابُ أَنَّ هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَنَقَلَتُهُ مَجْهُولُونَ ضُعَفَاءُ، وَهُمْ لَا يَقْبَلُونَ أَخْبَارَ الْآحَادِ الْعُدُولَ، فَكَيْفَ يَسُوغُ لَهُمُ الِاحْتِجَاجُ بِمِثْلِ هَذَا مِنَ الْحَدِيثِ، لَوْ عَقَلُوا أَوْ أَنْصَفُوا؟!
أَمَا سَمِعُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ يَقُولُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا ،
[ ص: 253 ] [ق247] فَدَلَّ عَلَى أَنَّ
مُوسَى كَانَ يَقُولُ إِلَهِي فِي السَّمَاءِ، وَفِرْعَوْنُ يَظُنُّهُ كَاذِبًا.
وَقَالَ أُمَيَّةُ :
فَسُبْحَانَ مَنْ لَا يُقَدِّرُ الْخَلْقُ قَدْرَهُ وَمَنْ هُوَ فَوْقَ الْعَرْشِ فَرْدٌ مُوَحَّدُ
مَلِيكٌ عَلَى عَرْشِ السَّمَاءِ مُهَيْمِنُ لِعِزَّتِهِ تَعْنُو الْوُجُوهُ وَتَسْجُدُ
قَالَ
أَبُو عُمَرَ : وَإِنِ احْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ ، وَبِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=3وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ ، وَبِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ الْآيَةَ. قِيلَ لَهُمْ : لَا خِلَافَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ سَائِرِ الْأُمَّةِ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْأَرْضِ دُونَ السَّمَاءِ، فَوَجَبَ حَمْلُ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى الْمَعْنَى الصَّحِيحِ الْمُجْمَعِ عَلَيْهِ،وَذَلِكَ أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ مَعْبُودٌ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ، وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ مَعْبُودٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالتَّفْسِيرِ،
nindex.php?page=treesubj&link=29640وَظَاهِرُ التَّنْزِيلِ يَشْهَدُ أَنَّهُ عَلَى الْعَرْشِ، وَالِاخْتِلَافُ فِي ذَلِكَ سَاقِطٌ، وَأَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ مَنْ سَاعَدَهُ الظَّاهِرُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ ، فَالْإِجْمَاعُ وَالِاتِّفَاقُ قَدْ بَيَّنَ الْمُرَادَ أَنَّهُ مَعْبُودٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَتَدَبَّرْ هَذَا فَإِنَّهُ قَاطِعٌ.
[ ص: 254 ] nindex.php?page=treesubj&link=29640وَمِنَ الْحُجَّةِ أَيْضًا عَلَى أَنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ: أَنَّ الْمُوَحِّدِينَ أَجْمَعِينَ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ إِذَا كَرَبَهُمْ أَمْرٌ، أَوْ نَزَلَتْ بِهِمْ شِدَّةٌ، رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَوُجُوهَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَسْتَغِيثُونَ رَبَّهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَهَذَا أَشْهَرُ عِنْدَ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ مِنْ أَنْ يُحْتَاجَ فِيهِ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ حِكَايَتِهِ; لِأَنَّهُ اضْطِرَارٌ لَمْ يُوقِفْهُمْ عَلَيْهِ أَحَدٌ، وَلَا أَنْكَرَهُ عَلَيْهِمْ مُسْلِمٌ.
وَقَدْ
nindex.php?page=hadith&LINKID=930299قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَمَةِ الَّتِي أَرَادَ مَوْلَاهَا عِتْقَهَا، فَاخْتَبَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَعْلَمَ إِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً، فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ اللَّهُ؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: مَنْ أَنَا؟ قَالَتْ: رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ ، فَاكْتَفَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَفْعِهَا رَأْسَهَا إِلَى السَّمَاءِ، وَاسْتَغْنَى بِذَلِكَ عَمَّا سِوَاهُ. هَذَا لَفْظُ
أَبِي عُمَرَ فِي الِاسْتِذْكَارِ، وَذَكَرَهُ فِي "التَّمْهِيدِ" أَطْوَلَ مِنْهُ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16349عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ
عَاصِمٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15916زِرٍّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : "بَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا وَالَّتِي تَلِيهَا خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ
[ ص: 255 ] خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ [السَّمَاءِ] السَّابِعَةِ وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ وَبَيْنَ الْمَاءِ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ،
nindex.php?page=treesubj&link=28726وَالْكُرْسِيُّ فَوْقَ الْمَاءِ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَوْقَ الْكُرْسِيِّ، وَيَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ".
قَالَ: وَرَوَاهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ
nindex.php?page=treesubj&link=31756 : مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، ثُمَّ بَيْنَ كُلٍّ سَمَاءَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَغِلَظُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، ثُمَّ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ الْكُرْسِيِّ وَالْمَاءِ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَالْكُرْسِيُّ فَوْقَ الْمَاءِ وَاللَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ، وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِكُمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ - فِي كِتَابِ "الْأُمِّ"، وَرُوِّينَاهُ فِي "مُسْنَدِهِ" - أَخْبَرَنَا
[ ص: 256 ] إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
مُوسَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
أَبُو الْأَزْهَرِ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=99502أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِرْآةٍ بَيْضَاءَ فِيهَا نُكْتَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذِهِ ؟ فَقَالَ : هَذِهِ الْجُمُعَةُ فُضِّلْتَ بِهَا أَنْتَ وَأُمَّتُكَ، وَالنَّاسُ لَكُمْ فِيهَا تَبَعٌ: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَلَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ وَفِيهَا سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا مُؤْمِنٌ يَدْعُو اللَّهَ بِخَيْرٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ، وَهُوَ عِنْدَنَا يَوْمُ الْمَزِيدِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا جِبْرِيلُ وَمَا يَوْمُ الْمَزِيدِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ اتَّخَذَ فِي الْفِرْدَوْسِ وَادِيًا أَفَيْحَ فِيهِ كَثِيبٌ مِنْ مِسْكٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا شَاءَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَحَوْلَهُ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ عَلَيْهَا مَقَاعِدُ لِلنَّبِيِّينَ، وَحَفَّ تِلْكَ الْمَنَابِرَ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ، عَلَيْهَا الشُّهَدَاءُ وَالصِّدِّيقُونَ، فَجَلَسُوا مِنْ وَرَائِهِمْ عَلَى تِلْكَ الْكُثُبِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا رَبُّكُمْ قَدْ صَدَقْتُكُمْ وَعْدِي فَسَلُونِي أُعْطِكُمْ، فَيَقُولُونَ رَبَّنَا نَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ، فَيَقُولُ قَدْ رَضِيتُ عَنْكُمْ، وَلَكُمْ مَا تَمَنَّيْتُمْ وَلَدَيَّ مَزِيدٌ.
فَهُمْ يُحِبُّونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِمَا يُعْطِيهِمْ فِيهِ رَبُّهُمْ مِنَ الْخَيْرِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي اسْتَوَى فِيهِ رَبُّكَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَفِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : وَأَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبُو عِمْرَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ [ ص: 257 ] الْجَعْدِ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ شَبِيهًا بِهِ.
احْتَجَّ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ فِي فَضْلِ الْجُمُعَةِ، وَكَانَ حَسَنَ الْقَوْلِ فِي
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ شَيْخِهِ، وَالْحَدِيثُ لَهُ طُرُقٌ عَدِيدَةٌ.
وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11931أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ: قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٌ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَتَانِي جِبْرِيلُ - فَذَكَرَهُ ".
وَرَوَاهُ
مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ
عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ [ق248] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[ ص: 258 ] وَرَوَاهُ
أَبُو طَيْبَةَ، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ جَمَعَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ طُرُقَهُ وَقَالَ:
أَبُو طَيْبَةَ اسْمُهُ رَجَاءُ بْنُ الْحَارْثِ ثِقَةٌ،
وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ يُكْنَى أَبَا الْيَقْظَانِ.
وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ الَّتِي أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى صِحَّتِهَا وَقَبُولِهَا: بِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30621النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرِجَ بِهِ إِلَى رَبِّهِ، وَأَنَّهُ جَاوَزَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ، وَأَنَّهُ تَرَدَّدَ بَيْنَ مُوسَى وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِرَارًا فِي شَأْنِ الصَّلَاةِ وَتَخْفِيفِهَا، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْحُجَجِ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ، فَإِنَّهُمْ لَا يَقُولُونَ: عُرِجَ بِهِ إِلَى رَبِّهِ، وَإِنَّمَا يَقُولُونَ: عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ.
وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الرِّوَايَةُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=690065بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا يَقُولُ: هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ رَوَاهُ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ صَحَابِيًّا.
[ ص: 259 ] وَفِي "مُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامِ أَحْمَدَ" وَ "سُنَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنِ مَاجَهْ" مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16920مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=676693بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ، إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ فَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ فَإِذَا الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ.
قَالَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ النَّعِيمِ مَا دَامُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى يَحْتَجِبَ عَنْهُمْ وَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ فِي دِيَارِهِمْ .
وَفِي "الصَّحِيحَيْنِ" عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657271قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، وَعَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، nindex.php?page=treesubj&link=29686حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ فِي "عُلُومِ الْحَدِيثِ" فِي النَّوْعِ الْعِشْرِينَ:
[ ص: 260 ] سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13114أَبَا بَكْرِ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ nindex.php?page=treesubj&link=28728_29639يَقُولُ: مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِأَنَّ اللَّهَ عَلَى عَرْشِهِ قَدِ اسْتَوَى فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَهُوَ كَافِرٌ بِهِ، يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَأُلْقِيَ عَلَى بَعْضِ الْمَزَابِلِ، حَيْثُ لَا يَتَأَذَّى الْمُسْلِمُونَ، وَلَا الْمُعَاهَدُونَ بِنَتِنِ رِيحِ جِيفَتِهِ، وَكَانَ مَالُهُ فَيْئًا لَا يَرِثُهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، إِذِ الْمُسْلِمُ لَا يَرِثُ الْكَافِرَ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ
بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ ، قَالَ : هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعَرْشِ وَعِلْمُهُ مَعَهُمْ ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ .
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: بَلَغَنَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3هُوَ الأَوَّلُ : الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3وَالظَّاهِرُ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3وَالْبَاطِنُ أَقْرَبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَإِنَّمَا يَعْنِي بِالْقُرْبِ: بِعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ، وَهُوَ فَوْقُ عَرْشِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ أَيْضًا.
[ ص: 261 ] قَالَ: وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7إِلا هُوَ مَعَهُمْ ، يَقُولُ " عِلْمُهُ " وَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ، فَيَعْلَمُ نَجْوَاهُمْ وَيَسْمَعُ كَلَامَهُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ فَوْقَ عَرْشِهِ وَعِلْمُهُ مَعَهُمْ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ: سَمِعْتُ
أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ نُعَيْمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ
الْحَسَنَ بْنَ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارَ يَقُولُ : سَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ يَقُولُ:
nindex.php?page=treesubj&link=29640سَأَلْتُ nindex.php?page=showalam&ids=16418عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، قُلْتُ : كَيْفَ نَعْرِفُ رَبَّنَا ؟ قَالَ: فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ " .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ: وَأَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبَّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ : سَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ [يَقُولُ] : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=16418عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ : نَعْرِفُ رَبَّنَا فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ وَلَا نَقُولُ كَمَا قَالَتِ
الْجَهْمِيَّةُ: إِنَّهُ هَاهُنَا، - وَأَشَارَ إِلَى الْأَرْضِ -" .
[ ص: 262 ] وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كِلَابٍ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ
أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ: " وَأَخْرَجَ مِنَ النَّظَرِ وَالْخَبَرِ قَوْلَ مَنْ قَالَ: لَا هُوَ دَاخِلُ الْعَالَمِ وَلَا خَارِجُهُ، فَنَفَاهُ نَفْيًا مُسْتَوِيًا; لِأَنَّهُ لَوْ قِيلَ لَهُ: صِفْهُ بِالْعَدَمِ، مَا قَدَرَ أَنْ يَقُولَ فِيهِ أَكْثَرَ مِنْهُ، وَرَدَّ أَخْبَارَ اللَّهِ نَصًّا، وَقَالَ فِي ذَلِكَ بِمَا لَا يَجُوزُ فِي خَبَرٍ وَلَا مَعْقُولٍ، وَزَعَمَ أَنَّ هَذَا هُوَ التَّوْحِيدُ الْخَالِصُ، وَالنَّفْيُ الْخَالِصُ عِنْدَهُمْ هُوَ الْإِثْبَاتُ الْخَالِصُ، وَهُمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ قَيَّاسُونَ "، هَذَا حِكَايَةُ لَفْظِهِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14228الْخَطَّابِيُّ فِي كِتَابِ "شِعَارِ الدِّينِ":
nindex.php?page=treesubj&link=29639الْقَوْلُ فِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُسْتَوٍ عَلَى الْعَرْشِ: هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ سَبِيلُهَا التَّوْقِيفُ الْمَحْضُ، وَلَا يَصِلُ إِلَيْهَا الدَّلِيلُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ، وَقَدْ نَطَقَ بِهِ الْكِتَابُ فِي غَيْرِ آيَةٍ وَرَدَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ، فَقَبُولُهُ مِنْ جِهَةِ التَّوْقِيفِ وَاجِبٌ، وَالْبَحْثُ عَنْهُ وَطَلَبُ الْكَيْفِيَّةِ غَيْرُ
[ ص: 263 ] جَائِزٍ.
وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ: "
nindex.php?page=treesubj&link=28728الِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ، وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ، وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ "،فَمِنَ التَّوْقِيفِ الَّذِي جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .
وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=17أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ .
وَقَالَ حِكَايَةً عَنْ فِرْعَوْنَ أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ، فَوَقَعَ قَصْدُ الْكَافِرِ إِلَى الْجِهَةِ الَّتِي أَخْبَرَهُ مُوسَى عَنْهَا، وَلِذَلِكَ لَمْ يَطْلُبْهُ فِي طُولِ الْأَرْضِ وَعَرْضِهَا، وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى طَبَقَاتِ الْأَرْضِ سُفْلًا.
فَدَلَّ مَا تَلَوْنَاهُ مِنْ هَذِهِ الْآيِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فِي السَّمَاءِ مُسْتَوٍ عَلَى
[ ص: 264 ] الْعَرْشِ، وَلَوْ كَانَ بِكُلِّ مَكَانٍ لَمْ يَكُنْ لِهَذَا التَّخْصِيصِ مَعْنًى وَلَا فِيهِ فَائِدَةٌ، وَقَدْ جَرَتْ عَادَةُ الْمُسْلِمِينَ خَاصَّتَهُمْ وَعَامَّتَهُمْ بِأَنْ يَدْعُوا رَبَّهُمْ عِنْدَ الِابْتِهَالِ وَالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ، وَيَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، وَذَلِكَ لِاسْتِفَاضَةِ الْعِلْمِ عِنْدَهُمْ بِأَنَّ الْمَدْعُوَّ فِي السَّمَاءِ سُبْحَانَهُ.
ثُمَّ ذَكَرَ قَوْلَ مَنْ فَسَّرَ الِاسْتِوَاءَ بِالِاسْتِيلَاءِ وَبَيَّنَ فَسَادَهُ.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ فِي كِتَابِ "مَقَالَاتِ الْمُصَلِّينَ" لَهُ فِي بَابِ تَرْجَمَتِهِ: "بَابُ اخْتِلَافِهِمْ فِي الْبَارِي هَلْ هُوَ مَكَانٌ دُونَ مَكَانٍ، أَمْ لَا فِي مَكَانٍ، أَمْ فِي كُلِّ مَكَانٍ؟ وَهَلْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةُ أَمْلَاكٍ أَمْ ثَمَانِيَةُ أَصْنَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ عَلَى سَبْعَ عَشْرَةَ مَقَالَةً.
ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ:
nindex.php?page=treesubj&link=33677_28728لَيْسَ بِجِسْمٍ وَلَا يُشْبِهُ الْأَشْيَاءَ وَإِنَّهُ عَلَى الْعَرْشِ كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، فَلَا نَتَقَدَّمُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فِي الْقَوْلِ، بَلْ نَقُولُ: اسْتَوَى بِلَا كَيْفٍ،وَإِنَّ لَهُ وَجْهًا كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ، وَإِنَّ لَهُ يَدَيْنِ كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ، وَإِنَّ لَهُ عَيْنَيْنِ كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا .
وَإِنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَلَائِكَتُهُ كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ، وَإِنَّهُ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ، وَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا إِلَّا مَا وَجَدُوهُ فِي الْكِتَابِ أَوْ جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَتِ
الْمُعْتَزِلَةُ: إِنَّ اللَّهَ اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ بِمَعْنَى اسْتَوْلَى.
[ ص: 265 ] وَقَالَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي حِكَايَةِ قَوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ: هَذِهِ حِكَايَةُ جُمْلَةِ قَوْلِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ.
nindex.php?page=treesubj&link=29614_29613جُمْلَةُ مَا عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ وَأَهْلُ السُّنَّةِ: الْإِقْرَارُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرُدُّونَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَأَنَّهُ تَعَالَى إِلَهٌ وَاحِدٌ أَحَدٌ فَرْدٌ صَمَدٌ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ.
وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى عَرْشِهِ كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، وَأَنَّ لَهُ يَدَيْنِ بِلَا كَيْفٍ كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ، وَأَنَّ لَهُ عَيْنَيْنِ بِلَا كَيْفٍ كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ، وَأَنَّ لَهُ وَجْهًا كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ .
ثُمَّ ذَكَرَ مَذْهَبَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كِلَابٍ فَقَالَ: "َكَانَ يَقُولُ : إِنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ ..." وَسَاقَهُ إِلَى أَنْ قَالَ : "وَإِنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا قَالَ، وَإِنَّهُ تَعَالَى فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ". هَذَا كُلُّهُ لَفْظُهُ فِي "الْمَقَالَاتِ".
[ ص: 266 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13711أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَيْضًا فِي كِتَابِ "الْمُوجَزِ": فَإِنْ قَالُوا: أَفَتَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ؟ قِيلَ لَهُ: قَدْ نَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ عَالٍ فَوْقَ الْعَرْشِ مُسْتَوٍ عَلَيْهِ، وَالْعَرْشُ فَوْقَ السَّمَاءِ، وَلَا نَصِفُهُ بِالدُّخُولِ فِي الْأَمْكِنَةِ الْمُبَايَنَةِ لَهَا.
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ ، فَإِنَّ مَعْنَاهُ أَنَّهُ إِلَهُ أَهْلِ الْأَرْضِ وَأَهْلِ السَّمَاءِ، وَقَدْ جَاءَتِ الْأَخْبَارُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَكَيْفَ يَكُونُ فِيهَا وَهُوَ يَنْزِلُ إِلَيْهَا؟! كَمَا جَاءَتِ الْأَخْبَارُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا .
فَهَذَا الَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=treesubj&link=29639مَذْهَبُ أَبِي الْحَسَنِ فِي كُلِّ كُتُبِهِ كَـ "الْمُوجَزِ" وَ "الْمَقَالَاتِ" وَ "الْمَسَائِلِ" وَ "رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ الثَّغْرِ" وَ "الْإِبَانَةِ" : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَوْقَ عَرْشِهِ مُسْتَوٍ عَلَيْهِ، وَلَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ لَفْظُ الْمُبَايَنَةِ; لِأَنَّهَا عِنْدَهُ مِنْ لَوَازِمِ الْجِسْمِ وَاللَّهُ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنِ الْجِسْمِيَّةِ، فَظَنَّ بَعْضُ أَتْبَاعِهِ أَنَّ نَفْيَهُ لِلْمُبَايَنَةِ نَفْيٌ لِلْعُلُوِّ وَالِاسْتِوَاءِ بِطَرِيقِ اللُّزُومِ، فَنَسَبَهُ إِلَيْهِ وَقَوَّلَهُ مَا هُوَ قَائِلٌ بِخِلَافِهِ، وَهَذَا بَيِّنٌ لِكُلِّ مُنْصِفٍ تَأَمَّلَ كَلَامَهُ وَطَالَعَ كُتُبَهُ.
[وَخَتَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ هَذَا الْبَابَ بِحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ
[ ص: 267 ] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890856أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ ] .
وَفِي كِتَابِ "السُّنَّةِ"
لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ - مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=19777_19779تَفَكَّرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَلَا تَفَكَّرُوا فِي ذَاتِ اللَّهِ، فَإِنَّ بَيْنَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ إِلَى كُرْسِيِّهِ سَبْعَةَ آلَافِ نُورٍ، وَهُوَ فَوْقَ ذَلِكَ .
وَفِي "مُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=14113الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ" مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ
ذَكْوَانَ: nindex.php?page=hadith&LINKID=682651اسْتَأْذَنَ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي بِتَزْكِيَتِهِ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=72عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: يَا أُخْتَاهْ إِنَّ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيكِ، جَاءَ يَعُودُكِ، قَالَتْ: فَأْذَنْ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: يَا أُمَّهْ أَبْشِرِي، فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَكِ [ ص: 268 ] وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ مُحَمَّدًا وَالْأَحِبَّةَ إِلَّا أَنْ يُفَارِقَ رُوحُكِ جَسَدَكِ، كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ إِلَّا طَيِّبًا.
قَالَتْ: وَأَيْضًا، قَالَ: هَلَكَتْ قِلَادَتُكِ بِالْأَبْوَاءِ، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَقِطُهَا، فَلَمْ يَجِدُوا مَاءً، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ، وَكَانَ ذَلِكَ بِسَبَبِكِ وَبَرَكَتِكِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ .
وَكَانَ مِنْ أَمْرِ مِسْطَحٍ مَا كَانَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، فَلَيْسَ مَسْجِدٌ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، إِلَّا وَبَرَاءَتُكِ تُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13332أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: رُوِّينَا مِنْ وُجُوهٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ خَرَجَ وَمَعَهُ النَّاسُ [فَمَرَّ بِعَجُوزٍ فَاسْتَوْقَفَتْهُ، فَوَقَفَ لَهَا وَجَعَلَ يُحَدِّثُهَا وَتُحَدِّثُهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَبَسْتَ النَّاسَ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ، قَالَ: وَيْلُكَ! تَدْرِي مَنْ هَذِهِ؟ هَذِهِ امْرَأَةٌ سَمِعَ اللَّهُ شَكْوَاهَا مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ - وَذَكَرَ الْحَدِيثَ- .
[ ص: 269 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13332أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: رُوِّينَا مِنْ وُجُوهٍ صِحَاحٍ: أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ مَشَى لَيْلَةً إِلَى أَمَةٍ لَهُ، فَنَالَهَا، فَرَأَتْهُ امْرَأَتُهُ فَلَامَتْهُ فَجَحَدَهَا، فَقَالَتْ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَاقْرَأِ الْقُرْآنَ، [ق250] فَإِنَّ الْجُنُبَ لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ:
شَهِدْتُ بِأَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ مَثْوَى الْكَافِرِينَا
وَأَنَّ الْعَرْشَ فَوْقَ الْمَاءِ طَافٍ وَفَوْقَ الْعَرْشِ رَبُّ الْعَالَمِينَا
فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ عَيْنِي! وَكَانَتْ لَا تَحْفَظُ الْقُرْآنَ .
وَفِي تَارِيخِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ
فُضَيْلِ بْنِ [ ص: 270 ] غَزْوَانَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17191نَافِعٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ : لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ
أَبُو بَكْرٍ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ وَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، وَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَقَالَ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ
مُحَمَّدًا، فَإِنَّ
مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ حَيٌّ لَا يَمُوتُ .
وَفِي "مَغَازِي
الْأُمَوِيِّ"، عَنِ
الْبَكَّائِيِّ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي
يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْأَجْرَدِ، عَنِ
الْعُرْسِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ
عَدِيِّ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ : خَرَجْتُ مُهَاجِرًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا - وَفِيهِ: فَإِذَا هُوَ وَمَنْ مَعَهُ يَسْجُدُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ إِلَهَهُمْ فِي السَّمَاءِ، فَأَسْلَمْتُ وَتَبِعْتُهُ .
وَفِي "مُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ"، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: حَدَّثَنَا
الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ
عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَخِيهِ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=688410أَنَّ [ ص: 271 ] رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ أَعْجَمِيَّةٍ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَلَيَّ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ اللَّهُ؟ فَأَشَارَتْ بِأُصْبُعِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنَا ؟ فَأَشَارَتْ بِأُصْبُعِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَى السَّمَاءِ، [أَيْ:] أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَقَالَ: أَعْتِقْهَا .
وَهَذِهِ غَيْرُ قِصَّةِ
مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ الَّتِي فِي "صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ"-، فَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=29639_29640شَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْإِيمَانِ لِمَنْ شَهِدَ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ، وَشَهِدَ عَلَيْهِ الْجَهْمِيَّةُ بِالْكُفْرِ!.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا
حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12493ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17003مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=689259إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، اخْرُجِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيَقُولُونَ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، ادْخُلِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ [ ص: 272 ] غَيْرِ غَضْبَانَ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللَّهُ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
وَفِي "صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ"، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=659603وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا، فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا .
وَفِي "مُسْنَدِ
الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ" مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16294عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16345عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ يَرْفَعُهُ:
إِنَّ اللَّهَ لَيَكْرَهُ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُخَطَّأَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْأَرْضِ .
وَلَا تَعَارُضَ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ تَخْطِئَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ فِي بَعْضِ تَعْبِيرِهِ الرُّؤْيَا
[ ص: 273 ] لِوَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ اللَّهَ يَكْرَهُ تَخْطِئَةَ غَيْرِهِ مِنْ آحَادِ الْأُمَّةِ لَهُ، لَا تَخْطِئَةَ الرَّسُولِ لَهُ فِي أَمْرٍ مَا، فَإِنَّ الصَّوَابَ وَالْحَقَّ مَعَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطْعًا، بِخِلَافِ غَيْرِهِ مِنَ الْأُمَّةِ، فَإِنَّهُ إِذَا خَطَّأَ الصِّدِّيقَ لَمْ يَتَحَقَّقْ أَنَّ الصَّوَابَ مَعَهُ، بَلْ مَا تَنَازَعَ الصِّدِّيقُ وَغَيْرُهُ فِي أَمْرٍ إِلَّا كَانَ الصَّوَابُ مَعَ الصِّدِّيقِ.
الثَّانِي: أَنَّ التَّخْطِئَةَ هُنَا مَنْ نِسْبَتِهِ إِلَى "الْخِطْءِ" الَّذِي هُوَ الْإِثْمُ، دُونَ "الْخَطَأِ" الَّذِي هُوَ ضِدُّ التَّعَمُّدِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ، عَنِ
الْحَكَمِ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ:
إِنَّ الْعَبْدَ لَيُشْرِفُ عَلَى حَاجَةٍ مِنْ حَاجَاتِ الدُّنْيَا، فَيَذْكُرُهُ اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، فَيَقُولُ: مَلَائِكَتِي إِنَّ عَبْدِي هَذَا قَدْ أَشْرَفَ عَلَى حَاجَةٍ مِنْ حَاجَاتِ الدُّنْيَا، فَإِنْ فَتَحْتُهَا لَهُ فَتَحْتُ لَهُ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ، وَلَكِنِ ازْوُوهَا عَنْهُ، فَيُصْبِحُ الْعَبْدُ عَاضًّا عَلَى أَنَامِلِهِ يَقُولُ: " مَنْ دَهَانِي؟ مَنْ سَبَقَنِي؟ وَمَا هِيَ إِلَّا رَحْمَةٌ رَحِمَهُ اللَّهُ بِهَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12180أَبُو نُعَيْمٍ. [ ص: 274 ] وَفِي "الثَّقَفِيَّاتِ" مِنْ حَدِيثِ
جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ أَبِي جُرَيٍّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=685933رَكِبْتُ قَعُودًا لِي فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَنَخْتُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ - فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا - وَفِيهِ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتَ إِسْبَالَ الْإِزَارِ، فَقَدْ يَكُونُ بِالرَّجُلِ الْقَرْحُ، أَوِ الشَّيْءُ فَيَسْتَخْفِي مِنْهُ.
قَالَ: "لَا بَأْسَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ أَوْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَبِسَ بُرْدَيْنِ فَتَبَخْتَرَ فِيهِمَا، فَنَظَرَ [اللَّهُ] إِلَيْهِ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ فَمَقَتَهُ، فَأَمَرَ الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ، فَاحْذَرُوا وَقَائِعَ اللَّهِ [ ص: 275 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16513عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ
أَبِي حَيَّانَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15683حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، nindex.php?page=hadith&LINKID=930301أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=144حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ أَنْشَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الَّذِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مِنْ عَلِ
وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلَاهُمَا لَهُ عَمَلٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبَّلُ
وَأَنَّ أَخَا الْأَحْقَافِ إِذْ قَامَ فِيهِمْ يَقُولُ بِذَاتِ اللَّهِ فِيهِمْ وَيَعْدِلُ
وَفِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ الطَّوِيلِ مِنْ رِوَايَةِ
زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ
زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: فَأَدْخُلُ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ [ق251] وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ .
وَفِي لَفْظٍ
nindex.php?page=showalam&ids=12070لِلْبُخَارِيِّ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=693918فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ .
وَفِي لَفْظٍ آخَرَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664728فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَخِرُّ سَاجِدًا لِرَبِّي .
وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، الَّذِي رَحَلَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٌ شَهْرًا حَتَّى سَمِعَهُ
[ ص: 276 ] مِنْهُ فِي الْقِصَاصِ: ثُمَّ يُنَادِيهِمُ اللَّهُ تَعَالَى وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى عَرْشِهِ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَاسْتَشْهَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ بِبَعْضِهِ.
وَفِي "سُنَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنِ مَاجَهْ" وَ "مُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ" مِنْ حَدِيثِ
الْفَضْلِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16920مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=676693بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ، فَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، فَإِذَا الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، قَالَ: وَذَلِكَ قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ، قَالَ: فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ النَّعِيمِ، مَا دَامُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى يَحْتَجِبَ عَنْهُمْ، وَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ فِي دِيَارِهِمْ .
وَرَوَى
الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ
أَبِي حَازِمٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي [ ص: 277 ] هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
مَا قَالَ عَبْدٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا، إِلَّا صَعِدَتْ لَا يَرُدُّهَا حِجَابٌ، فَإِذَا وَصَلَتْ إِلَى اللَّهِ نَظَرَ إِلَى قَائِلِهَا، وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَنْظُرَ إِلَى مُوَحِّدٍ إِلَّا رَحِمَهُ .
وَفِي "مُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=14113الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ" مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11960أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي النَّارِ، قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ وَاحِدٌ فِي السَّمَاءِ، وَأَنَا فِي [ ص: 278 ] الْأَرْضِ وَاحِدٌ عَبْدُكَ .
وَلَمَّا أَنْشَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعْرَ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ:
مَجِّدُوا اللَّهَ فَهُوَ لِلْمَجْدِ أَهْلٌ رَبُّنَا فِي السَّمَاءِ أَمْسَى كَبِيرَا
بِالْبِنَاءِ الْأَعْلَى الَّذِي سَبَقَ الْخَلْـ ـقَ وَسَوَّى فَوْقَ السَّمَاءِ سَرِيرَا
يَرْجِعُ مَا يَنَالُهُ بَصَرُ الْعَيْـ ـنِ تَرَى دُونَهُ الْمَلَائِكَ صُورَا
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ شِعْرُهُ وَكَفَرَ قَلْبُهُ .
وَرَوَى
عَاصِمٌ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15916زِرٍّ ، عَنْ
[ ص: 279 ] nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَا بَيْنَ السَّمَاءِ الْقُصْوَى وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ - إِلَى قَوْلِهِ - وَاللَّهُ فَوْقَ ذَلِكَ وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12418إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ، قَالَ : [قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ:] قَالَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَقُولَ: "مِنْ فَوْقِهِمْ، عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ مِنْ فَوْقِهِمْ" .
وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ الْأَقْمَرِ: كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=17073مَسْرُوقٌ إِذَا حَدَّثَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ قَالَ : حَدَّثَتْنِي الصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ، حَبِيبَةُ حَبِيبِ اللَّهِ، الْمُبَرَّأَةُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ ".
[ ص: 280 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16023سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ
عِكْرِمَةَ قَالَ:
بَيْنَمَا رَجُلٌ مُسْتَلْقٍ عَلَى مُثُلَتِهِ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ فِي نَفْسِهِ - لَمْ يُحَرِّكْ شَفَتَيْهِ :- لَوْ أَنَّ اللَّهَ يَأْذَنُ لِي لَزَرَعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَلَمْ يَعْلَمْ إِلَّا وَالْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ جَنَّتِهِ قَابِضِينَ عَلَى أَكُفِّهِمْ، فَيَقُولُونَ: سَلَامُ عَلَيْكَ، فَاسْتَوَى قَاعِدًا فَقَالُوا لَهُ: يَقُولُ لَكَ رَبُّكَ: تَمَنَّيْتَ شَيْئًا فِي نَفْسِكَ فَقَدْ عَلِمْتُهُ، وَقَدْ بَعَثَ مَعَنَا هَذَا الْبَذْرَ يَقُولُ : ابْذُرْ، فَأَلْقَى يَمِينًا وَشِمَالًا وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَخَلْفَهُ، فَخَرَجَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ عَلَى مَا كَانَ تَمَنَّى وَأَرَادَ،فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ: كُلْ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّ ابْنَ آدَمَ لَا يَشْبَعُ . وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ.
وَفِي "تَفْسِيرِ
سُنَيْدٍ" شَيْخِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ
الضَّحَّاكِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ قَالَ:
[ ص: 281 ] هُوَ عَلَى عَرْشِهِ، وَعِلْمُهُ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كَانُوا .
وَفِي "تَارِيخِ
ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ": حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا
ضَمْرَةُ، عَنْ
صَدَقَةَ التَّيْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ، يَقُولُ :" لَوْ سُئِلْتُ أَيْنَ اللَّهُ؟ لَقُلْتُ فِي السَّمَاءِ ".
وَقَالَ
حَنْبَلٌ: قُلْتُ
لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108وَهُوَ مَعَهُمْ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7هُوَ رَابِعُهُمْ قَالَ: عِلْمُهُ، مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ يَعْلَمُ الْغَيْبَ وَهُوَ عَلَى الْعَرْشِ.
[ ص: 282 ] وَقَالَ
يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: قِيلَ
لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: اللَّهُ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ، بَائِنٌ مِنْ خِلْقِهِ، وَقُدْرَتُهُ وَعِلْمُهُ بِكُلِّ مَكَانٍ ؟ قَالَ نَعَمِ،
nindex.php?page=treesubj&link=28728_29639اللَّهُ عَلَى الْعَرْشِ وَعِلْمُهُ لَا يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13665الْأَثْرَمُ: حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَيْسِيُّ، قُلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: يُحْكَى عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ نَعْرِفُ رَبَّنَا ؟ قَالَ: فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ: هَكَذَا هُوَ عِنْدَنَا.
وَذَكَرَ
أَبُو [مُحَمَّدٍ] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "كِتَابِ السُّنَّةِ"، عَنِ
[ ص: 283 ] الْإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيِّ-، قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ، وَرَضِيَ عَنْهُ- قَالَ: السُّنَّةُ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا، وَرَأَيْتُ أَصْحَابَنَا عَلَيْهَا- أَهْلَ الْحَدِيثِ الَّذِينَ رَأَيْتُهُمْ فَأَخَذْتُ عَنْهُمْ مِثْلَ
سُفْيَانَ nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمَا - : الْإِقْرَارُ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّ اللَّهَ عَلَى عَرْشِهِ فِي سَمَائِهِ، يَقْرُبُ مِنْ خَلْقِهِ كَيْفَ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا كَيْفَ يَشَاءُ ... وَذَكَرَ كَلَامًا طَوِيلًا.
وَقَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَيْضًا: سَأَلْتُ أَبِي
وَأَبَا زُرْعَةَ، عَنْ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي أُصُولِ الدِّينِ، وَمَا أَدْرَكَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ، وَمَا يَعْتَقِدُونَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَا: أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ حِجَازًا وَعِرَاقًا وَمِصْرًا وَشَامًا وَيَمَنًا، فَكَانَ مِنْ مَذَاهِبِهِمْ: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=34134_28650_28647الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ [ق252] وَيَنْقُصُ، nindex.php?page=treesubj&link=29453وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِجَمِيعِ جِهَاتِهِ، وَالْقَدَرُ خَيْرُهُ وَشَرُّهُ مِنَ اللَّهِ، وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28728اللَّهَ تَعَالَى عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ، وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ بِلَا كَيْفٍ، أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
[ ص: 284 ] وَقَالَ أَبُو
الْقَاسِمِ الطَّبَرِيُّ فِي كِتَابِ "شَرْحِ السُّنَّةِ" لَهُ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=11970أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ: مَذْهَبُنَا وَاخْتِيَارُنَا اتِّبَاعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ، وَالتَّمَسُّكُ بِمَذَاهِبِ أَهْلِ الْأَثَرِ مِثْلِ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، nindex.php?page=showalam&ids=12418وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، وَأَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيِّ رَحِمَهُمُ اللَّهُ، وَلُزُومُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ... وَنَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
وَفِي كِتَابِ "الْإِبَانَةِ"
لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ - ذَكَرَهُ
أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرَ وَعَدَّهُ مِنْ كُتُبِهِ، وَحَكَى كَلَامَهُ فِيهِ مُبَيِّنًا عَقِيدَتَهُ، وَالذَّبَّ عَنْهُ- قَالَ: " ذِكْرُ الِاسْتِوَاءِ عَلَى الْعَرْشِ،
nindex.php?page=treesubj&link=29639_28730_28728إِنْ قَالَ قَائِلٌ: مَا تَقُولُونَ فِي الِاسْتِوَاءِ ؟ قَالَ نَقُولُ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ، كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ، [وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ،
[ ص: 285 ] وَقَالَ حِكَايَةً عَنْ فِرْعَوْنَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا ، كَذَّبَ فِرْعَوْنُ مُوسَى فِي قَوْلِهِ إِنَّ اللَّهَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ.
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ ، فَالسَّمَاوَاتُ فَوْقَهَا الْعَرْشُ، فَلَمَّا كَانَ الْعَرْشُ هُوَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ، وَكُلُّ مَا عَلَا فَهُوَ سَمَاءٌ، فَالْعَرْشُ أَعْلَى السَّمَاوَاتِ، وَلَيْسَ إِذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ، يَعْنِي جَمِيعَ السَّمَاوَاتِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ الْعَرْشَ الَّذِي هُوَ أَعْلَى السَّمَاوَاتِ; أَلَا تَرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ذَكَرَ السَّمَاوَاتِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=16وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَلَمْ يُرِدْ أَنَّ الْقَمَرَ يَمْلَؤُهُنَّ جَمِيعًا؟.
وَرَأَيْنَا الْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ إِذَا دَعَوْا نَحْوَ السَّمَاءِ ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُسْتَوٍ عَلَى الْعَرْشِ الَّذِي هُوَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ، فَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعَرْشِ لَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ نَحْوَ الْعَرْشِ، كَمَا لَا يَحُطُّونَهَا إِذَا دَعَوْا نَحْوَ الْأَرْضِ.