الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              5217 672 \ 5054 - وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا ودلا - وقال الحسن (وهو الحلواني حديثا وكلاما ، ولم يذكر الحسن : السمت والهدي والدل -برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة رضي الله عنها، كانت إذا دخلت عليه قام إليها ، فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه، وأخذت بيده، فقبلته وأجلسته في مجلسها .

                                                              وأخرجه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.

                                                              [ ص: 442 ]

                                                              التالي السابق


                                                              [ ص: 442 ] قال ابن القيم رحمه الله: وأخرج الترمذي، عن عائشة قالت : قدم زيد بن حارثة المدينة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فأتاه فقرع الباب، فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه فاعتنقه وقبله . وقال حديث حسن.

                                                              وأخرج أيضا، بإسناد على شرط مسلم، عن أنس قال: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا ، لما يعلمون من كراهيته لذلك ، قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

                                                              وأخرج أيضا، من حديث سفيان، عن حبيب بن الشهيد، عن أبي مجلز قال: خرج معاوية، فقام عبد الله بن الزبير، وابن صفوان، حين رأوه، فقال: [ ص: 443 ] اجلسا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سره أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار . قال هذا حديث حسن.

                                                              حدثنا هناد، حدثنا أبو أسامة، عن حبيب بن الشهيد، عن أبي مجلز، عن معاوية، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

                                                              وهذا الإسناد على شرط الصحيح قال: "وفي الباب، عن أبي أمامة".

                                                              وفيه رد على من زعم أن معناه، أن يقوم الرجل للرجل في حضرته وهو قاعد، فإن معاوية روى الخبر لما قاما له حين خرج.

                                                              وأما الأحاديث المتقدمة فالقيام فيها عارض للقادم، مع أنه قيام إلى الرجل للقى لا قياما له، وهو وجه حديث فاطمة.

                                                              فالمذموم: القيام للرجل، وأما القيام إليه للتلقي إذا قدم: فلا بأس به، وبهذا تجتمع الأحاديث. والله أعلم.




                                                              الخدمات العلمية