الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
فهذه هي حقيقة الحسد ، وأحكامه ، وأما مراتبه فأربع .

; الأولى : أن يحب زوال النعمة عنه ، وإن كان ذلك لا ينتقل إليه ، وهذا غاية الخبث . الثانية : أن يحب زوال النعمة إليه ; لرغبته في تلك النعمة مثل رغبته في دار حسنة ، أو امرأة جميلة ، أو ولاية نافذة أو سعة نالها غيره ، وهو يحب أن تكون له ، ومطلوبه تلك النعمة لا زوالها عنه ، ومكروهه فقد النعمة لا تنعم غيره بها . الثالثة : أن لا يشتهي عينها لنفسه ، بل يشتهي مثلها ، فإن عجز عن مثلها أحب زوالها كيلا ; يظهر التفاوت بينهما . الرابعة : أن يشتهي لنفسه مثلها ، فإن لم تحصل فلا يحب زوالها عنه .

وهذا الأخير هو المعفو عنه إن كان في الدنيا ، والمندوب إليه إن كان في الدين ، والثالثة فيها مذموم وغير مذموم والثانية أخف من الثالثة والأولى مذموم محض وتسمية الرتبة حسدا فيه تجوز وتوسع ولكنه مذموم لقوله ، تعالى : ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض فتمنيه لمثل ذلك غير مذموم وأما ، تمنيه عين ذلك فهو مذموم .

التالي السابق


(فهذه حقيقة الحسد، وأحكامه، وأما مراتبه، فهي أربعة; الأولى: أن يحب زوال النعمة، وإن كان ذلك لا ينتقل إليه، وهذا غاية الخبث .

الثانية: أن يحب انتقالها; لرغبته في تلك النعمة مثل رغبته في دار حسنة، أو امرأة جميلة، أو ولاية نافذة) الأحكام (أو سعة) العيش (نالها غيره، وهو يحب أن تكون له، ومطلوبه تلك النعمة لا زوالها عنه، ومكروهه) ، أي: ما يكرهه، (فقد النعمة) من أصلها (لا يتنعم غيره بها .

الثالثة: أن لا يشتهي عينها، بل يشتهي لنفسه مثلها، فإن عجز عن مثلها أحب زوالها; كي لا يظهر التفاوت بينهما .

الرابعة: أن يشتهي لنفسه مثلها، فإن لم يحصل) له ذلك (فلا يحب زوالها عنه، وهذا الأخير هو المعفو عنه إن كان في الدنيا، والمندوب إليه إن كان في الدين، والثالثة فيها مذموم) ، وهو محبة زوالها، (وغير مذموم) وهو طلب مثلها، (والثانية) التي هي محبة زوال النعمة (أخف من الثالثة) التي هي محبة زوالها إن لم يحصل له مثلها .

هكذا في النسخ، والأولى العكس (والأولى) التي هي محبة زوالها عنه، وإن لم تنتقل إليه (مذموم محض) ، وقد سماه غاية الخبث (وتسمية المرتبة الثانية) هكذا في النسخ، والأولى الرابعة (حسدا فيه تجوز وتوسع) ، وذلك سائغ في كلام العرب (ولكنه مذموم، قال تعالى: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) للرجال نصيب مما اكتسبوا، وللنساء نصيب مما اكتسبن، واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما ، وقال تعالى: لكل أجل كتاب ، وكل شيء عنده بمقدار ، (فتمنيه لمثل ذلك غير مذموم، أما تمنيه عين ذلك فمذموم) ، فإنه يقتضي زوال ذلك العين عنه .




الخدمات العلمية