الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفرقة أخرى اغتروا بالحج فيخرجون إلى الحج من غير خروج عن المظالم وقضاء الديون واسترضاء الوالدين وطلب الزاد الحلال ، وقد يفعلون ذلك بعد سقوط حجة الإسلام ويضيعون في الطريق الصلاة والفرائض ، ويعجزون عن طهارة الثوب والبدن ويتعرضون لمكس الظلمة حتى يؤخذ منهم ولا يحذرون في الطريق من الرفث والخصام وربما جمع بعضهم الحرام وأنفقه على الرفقاء في الطريق ، وهو يطلب به السمعة والرياء فيعصي الله تعالى في كسب الحرام أولا ، وفي إنفاقه بالرياء ثانيا ، فلا هو أخذه من حله ، ولا هو وضعه في حقه ، ثم يحضر البيت بقلب ملوث برذائل الأخلاق ، وذميم الصفات لم يقدم تطهيره على حضوره وهو مع ذلك يظن أنه على خير من ربه فهو ، مغرور .

التالي السابق


(وفرقة أخرى اغتروا بالحج فيخرجون إلى الحج من غير خروج عن المظالم) [ ص: 475 ] التي ترتبت على ذمته، ومن غير توبة عن المعاصي، (و) من غير (قضاء الديون) التي عليه (و) من غير (استرضاء الوالدين) إن كانا موجودين، (و) من غير (طلب الزاد الحلال، وقد يفعلون ذلك بعد سقوط حجة الإسلام) عن ذمته، (ويضيعون في الطريق الصلاة والفرائض، ويعجزون عن طهارة الثوب والبدن) كسلامتهم، أو لعذر عدم الماء، (ويتعرضون لمكس الظلمة حتى يؤخذ منهم) ، ولا يرجعون عن الطريق، والمراد بالظلمة أمراء البلاد الذين يمرون عليهم، وفي معناهم الأعراب الصادون عن الطريق إلا بدفع شيء من المال على كل إنسان فحكمه حكم المكس، وقد تقدم الكلام عليه في كتاب الحج مفصلا .

(ولا يحذرون في الطريق من الرفث والخصام) المنهي عنهما، (وبما جمع بعضهم الحرام وأنفقه على الرفقاء في الطريق، وهو يطلب به السمعة والرياء) بين نظرائه، (فيعصي الله في كسب الحرام أولا، وفي إنفاقه عليهم بالرياء ثانيا، فلا هو أخذه من حله، ولا هو وضعه في حقه، ثم يحضر البيت) المكرم (بقلب ملوث برذائل الأخلاق، وذميم الصفات لم يقدم تطهيره) الظاهر والباطن (على حضوره) البيت، (وهو مع ذلك يظن أنه على خير من ربه، وهو مغرور) قد خدع به .




الخدمات العلمية