بيان
nindex.php?page=treesubj&link=34362_34356مدح المال والجمع بينه وبين الذم .
اعلم أن الله تعالى قد سمى المال خيرا في مواضع من كتابه العزيز فقال جل وعز
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=180إن ترك خيرا الآية وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=856557نعم المال الصالح للرجل الصالح .
وكل ما جاء في ثواب الصدقة والحج فهو ، ثناء على المال إذ لا يمكن الوصول إليهما إلا به ، وقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وقال تعالى ممتنا على عباده
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=12ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا وقال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=940919كاد الفقر أن يكون كفرا وهو ثناء على المال .
ولا تقف على وجه الجمع بعد الذم والمدح إلا بأن تعرف حكمة المال ، ومقصوده ، وآفاته ، وغوائله حتى ينكشف لك أنه خير من وجه ، وشر من وجه ، وأنه محمود من حيث هو خير ، ومذموم من حيث هو شر ، فإنه ليس بخير محض ولا شر محض بل هو سبب للأمرين جميعا ، وما هذا وصفه فيمدح لا محالة تارة ، ويذم أخرى ، ولكن البصير المميز يدرك أن المحمود منه غير المذموم ، وبيانه بالاستمداد مما ذكرناه في كتاب الشكر من بيان الخيرات ، وتفصيل درجات النعم والقدر المقنع فيه هو أن مقصد الأكياس وأرباب البصائر سعادة الآخرة التي هي النعيم الدائم والملك المقيم .
والقصد إلى هذا دأب الكرام والأكياس ; إذ قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : من أكرم الناس ، وأكيسهم فقال : أكثرهم للموت ذكرا ، وأشدهم له استعدادا .
بَيَانُ
nindex.php?page=treesubj&link=34362_34356مَدْحِ الْمَالِ وَالْجَمْعِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الذَّمِّ .
اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ سَمَّى الْمَالَ خَيْرًا فِي مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ الْعَزِيزِ فَقَالَ جَلَّ وَعَزَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=180إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْآيَةَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=856557نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ .
وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ الصَّدَقَةِ وَالْحَجِّ فَهُوَ ، ثَنَاءٌ عَلَى الْمَالِ إِذْ لَا يُمْكِنُ الْوُصُولُ إِلَيْهِمَا إِلَّا بِهِ ، وَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَقَالَ تَعَالَى مُمْتَنًّا عَلَى عِبَادِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=12وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=940919كَادَ الْفَقْرُ أَنْ يَكُونَ كُفْرًا وَهُوَ ثَنَاءٌ عَلَى الْمَالِ .
وَلَا تَقِفُ عَلَى وَجْهِ الْجَمْعِ بَعْدَ الذَّمِّ وَالْمَدْحِ إِلَّا بِأَنْ تَعْرِفَ حِكْمَةِ الْمَالِ ، وَمَقْصُودِهِ ، وَآفَاتِهِ ، وَغَوَائِلِهِ حَتَّى يَنْكَشِفَ لَكَ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْ وَجْهٍ ، وَشَرٌّ مِنْ وَجْهٍ ، وَأَنَّهُ مَحْمُودٌ مِنْ حَيْثُ هُوَ خَيْرٌ ، وَمَذْمُومٌ مِنْ حَيْثُ هُوَ شَرٌّ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِخَيْرٍ مَحْضٍ وَلَا شَرٍّ مَحْضٍ بَلْ هُوَ سَبَبٌ لِلْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا ، وَمَا هَذَا وَصَفَهُ فَيُمْدَحُ لَا مَحَالَةَ تَارَةً ، وَيَذُمُّ أُخْرَى ، وَلَكِنَّ الْبَصِيرَ الْمُمَيِّزَ يُدْرِكُ أَنَّ الْمَحْمُودَ مِنْهُ غَيْرُ الْمَذْمُومِ ، وَبَيَانُهُ بِالِاسْتِمْدَادِ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ الشُّكْرِ مِنْ بَيَانِ الْخَيْرَاتِ ، وَتَفْصِيلِ دَرَجَاتِ النِّعَمِ وَالْقَدْرُ الْمُقْنِعُ فِيهِ هُوَ أَنَّ مَقْصِدَ الْأَكْيَاسِ وَأَرْبَابُ الْبَصَائِرِ سَعَادَةُ الْآخِرَةِ الَّتِي هِيَ النَّعِيمُ الدَّائِمُ وَالْمُلْكُ الْمُقِيمُ .
وَالْقَصْدُ إِلَى هَذَا دَأْبُ الْكِرَامِ وَالْأَكْيَاسِ ; إِذْ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ ، وَأَكْيَسُهُمْ فَقَالَ : أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا ، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا .