الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفرقة أخرى حرصت على النوافل ، ولم يعظم اعتدادها بالفرائض ; ترى أحدهم يفرح بصلاة الضحى وبصلاة الليل وأمثال هذه النوافل ولا يجد للفريضة لذة ، ولا يشتد حرصه على المبادرة بها في أول الوقت ، وينسى قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : ما تقرب المتقربون إلي بمثل أداء ما افترضت عليهم .

التالي السابق


(وفرقة أخرى حرصت على النوافل، ولم يعظم اعتدادها بالفرائض; ترى أحدهم يفرح بصلاة الضحي وبصلاة الليل وأمثال هذه النوافل) كصلاة الأوابين، والصلوات المذكورة في كتاب ترتيب الأوراد، (ولا يجد للفريضة لذة، ولا يشتد حرصه على المبادرة بها في أول الوقت، وينسى قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: ما تقرب المتقربون إلي بمثل أداء ما افترضت عليهم) قال العراقي: رواه البخاري من حديث أبي هريرة بلفظ: "ما تقرب إلي عبدي" انتهى .

قلت: ولفظه: حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.." الحديث، وهذا الحديث من غرائب الصحيح، مما تفرد به شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، وتفرد به خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن شريك، وليس لمحمد بن عثمان بن كرامة في الصحيح إلا هذا الحديث الفرد، وقال أبو نعيم في الحلية وهذا أول أحاديث الكتاب حدثناه إبراهيم بن محمد بن حمزة، حدثنا أبو عبيدة محمد بن أحمد بن المؤمل ح، وحدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، حدثنا محمد بن إسحاق السراج قالا: حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، فساقه بسنده، ولفظه: "من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أفضل من أداء ما افترضته عليه" الحديث .

ورواه أحمد، والحكيم، وأبو يعلى، والطبراني في الأوسط، وأبو نعيم في الطب، والبيهقي في الزهد، وابن عساكر من حديث عائشة بلفظ: قال الله تعالى: "من آذى لي وليا فقد استحل محاربتي، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء الفرائض" الحديث .

ورواه ابن السني في الطب من حديث ميمونة بلفظ: قال الله تعالى: "ما تقرب إلى العبد بمثل أداء فرائضي" الحديث، ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء، والحكيم، وابن مردويه، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي في الأسماء، وابن عساكر من حديث أنس بلفظ: يقول الله تعالى: "من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة" الحديث، وفيه: "وما تعبد إلي عبدي المؤمن بمثل الزهد في الدنيا، ولا تقرب عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه" الحديث .




الخدمات العلمية