فإن قلت :
nindex.php?page=treesubj&link=19717_29493فكيف يكون الاستغفار نافعا من غير حل عقدة الإصرار ، وفي الخبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=848819المستغفر من الذنب وهو مصر عليه كالمستهزئ بآيات الله وكان بعضهم يقول: أستغفر الله من قولي : أستغفر الله وقيل : الاستغفار باللسان توبة الكذابين وقالت رابعة العدوية استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير فاعلم أنه قد ورد في
nindex.php?page=treesubj&link=20015_20011فضل الاستغفار أخبار خارجة عن الحصر ذكرناها في كتاب الأذكار والدعوات حتى قرن الله الاستغفار ببقاء الرسول صلى الله عليه وسلم فقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فكان بعض الصحابة يقول : كان لنا أمانان : ذهب أحدهما وهو كون الرسول فينا وبقي ، الاستغفار معنا ، فإن ذهب هلكنا فنقول : الاستغفار الذي هو توبة الكذابين هو الاستغفار بمجرد اللسان من غير أن يكون للقلب فيه شركة ، كما يقول الإنسان بحكم العادة وعن رأس الغفلة : أستغفر الله وكما يقول إذا سمع صفة النار نعوذ بالله منها من غير أن يتأثر به قلبه ، وهذا يرجع إلى مجرد حركة اللسان ولا جدوى له ، فأما إذا انضاف إليه تضرع القلب إلى الله تعالى ، وابتهاله في سؤال المغفرة عن صدق إرادة وخلوص نية ورغبة ، فهذه حسنة في نفسها فتصلح لأن تدفع بها السيئة وعلى هذا تحمل الأخبار الواردة في فضل الاستغفار حتى قال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=847049ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة .
وهو عبارة عن الاستغفار بالقلب
nindex.php?page=treesubj&link=20020_19709وللتوبة والاستغفار درجات وأوائلها لا تخلو عن الفائدة ، وإن لم تنته إلى أواخرها ولذلك ، قال سهل لا بد للعبد في كل حال من مولاه فأحسن أحواله أن يرجع إليه في كل شيء ، فإن عصى قال : يا رب استر علي ، فإذا فرغ من المعصية قال : يا رب تب علي ، فإذا تاب قال : يا رب ارزقني العصمة وإذا عمل قال : يا رب تقبل مني وسئل أيضا عن
nindex.php?page=treesubj&link=20011_20015الاستغفار الذي يكفر الذنوب فقال : أول الاستغفار الاستجابة ، ثم الإنابة ، ثم التوبة فالاستجابة أعمال الجوارح ، والإنابة أعمال القلوب ، والتوبة إقباله على مولاه بأن يترك الخلق ثم يستغفر الله من تقصيره الذي هو فيه ومن الجهل بالنعمة ، وترك الشكر فعند ذلك يغفر له ، ويكون عنده مأواه ، ثم التنقل إلى الانفراد ، ثم الثبات ، ثم البيان ، ثم الفكر ، ثم المعرفة ، ثم المناجاة ، ثم المصافاة ، ثم الموالاة ، ثم محادثة السر ، وهو الخلة ، ولا يستقر هذا في قلب عبد حتى يكون العلم غذاءه ، والذكر قوامه ، والرضا زاده والتوكل صاحبه ، ثم ينظر الله إليه فيرفعه إلى العرش فيكون مقامه مقام حملة العرش وسئل أيضا عن قوله صلى الله عليه وسلم :
« التائب حبيب الله فقال » : إنما يكون حبيبا إذا كان فيه جميع ما ذكر في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التائبون العابدون الآية وقال : الحبيب هو الذي لا يدخل فيما يكرهه حبيبه .
فَإِنْ قُلْتَ :
nindex.php?page=treesubj&link=19717_29493فَكَيْفَ يَكُونُ الِاسْتِغْفَارُ نَافِعًا مِنْ غَيْرِ حَلِّ عُقْدَةِ الْإِصْرَارِ ، وَفِي الْخَبَرِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=848819الْمُسْتَغْفِرُ مِنَ الذَّنْبِ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَيْهِ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ قَوْلِي : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَقِيلَ : الِاسْتِغْفَارُ بِاللِّسَانِ تَوْبَةُ الْكَذَّابِينَ وَقَالَتْ رَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ اسْتِغْفَارُنَا يَحْتَاجُ إِلَى اسْتِغْفَارٍ كَثِيرٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ وَرَدَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=20015_20011فَضْلِ الِاسْتِغْفَارِ أَخْبَارٌ خَارِجَةٌ عَنِ الْحَصْرِ ذَكَرْنَاهَا فِي كِتَابِ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ حَتَّى قَرَنَ اللَّهُ الِاسْتِغْفَارَ بِبَقَاءِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ فَكَانَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ يَقُولُ : كَانَ لَنَا أَمَانَانِ : ذَهَبَ أَحَدُهُمَا وَهُوَ كَوْنُ الرَّسُولِ فِينَا وَبَقِيَ ، الِاسْتِغْفَارُ مَعَنَا ، فَإِنْ ذَهَبَ هَلَكْنَا فَنَقُولُ : الِاسْتِغْفَارُ الَّذِي هُوَ تَوْبَةُ الْكَذَّابِينَ هُوَ الِاسْتِغْفَارُ بِمُجَرَّدِ اللِّسَانِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ لِلْقَلْبِ فِيهِ شَرِكَةٌ ، كَمَا يَقُولُ الْإِنْسَانُ بِحُكْمِ الْعَادَةِ وَعَنْ رَأْسِ الْغَفْلَةِ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَكَمَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ صِفَةَ النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَأَثَّرَ بِهِ قَلْبُهُ ، وَهَذَا يَرْجِعُ إِلَى مُجَرَّدِ حَرَكَةِ اللِّسَانِ وَلَا جَدْوَى لَهُ ، فَأَمَّا إِذَا انْضَافَ إِلَيْهِ تَضَرُّعٌ الْقَلْب إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَابْتِهَالُهُ فِي سُؤَالِ الْمَغْفِرَةَ عَنْ صِدْقِ إِرَادَةٍ وَخُلُوصِ نِيَّةٍ وَرَغْبَةٍ ، فَهَذِهِ حَسَنَةٌ فِي نَفْسِهَا فَتَصْلُحُ لِأَنْ تُدْفَعَ بِهَا السَّيِّئَةُ وَعَلَى هَذَا تُحْمَلُ الْأَخْبَارُ الْوَارِدَةُ فِي فَضْلِ الِاسْتِغْفَارِ حَتَّى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=847049مَا أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَلَوْ عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً .
وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الِاسْتِغْفَارِ بِالْقَلْبِ
nindex.php?page=treesubj&link=20020_19709وَلِلتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ دَرَجَاتٌ وَأَوَائِلُهَا لَا تَخْلُو عَنِ الْفَائِدَةِ ، وَإِنْ لَمْ تَنْتَهِ إِلَى أَوَاخِرِهَا وَلِذَلِكَ ، قَالَ سَهْلُ لَا بُدَّ لِلْعَبْدِ فِي كُلِّ حَالٍ مِنْ مَوْلَاهُ فَأَحْسَنُ أَحْوَالِهِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِنْ عَصَى قَالَ : يَا رَبِّ اسْتُرْ عَلَيَّ ، فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ قَالَ : يَا رَبِّ تُبْ عَلَيَّ ، فَإِذَا تَابَ قَالَ : يَا رَبِّ ارْزُقْنِي الْعِصْمَةَ وَإِذَا عَمِلَ قَالَ : يَا رَبِّ تَقَبَّلْ مِنِّي وَسُئِلَ أَيْضًا عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=20011_20015الِاسْتِغْفَارِ الَّذِي يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ فَقَالَ : أَوَّلُ الِاسْتِغْفَارِ الِاسْتِجَابَةُ ، ثُمَّ الْإِنَابَةُ ، ثُمَّ التَّوْبَةُ فَالِاسْتِجَابَةُ أَعْمَالُ الْجَوَارِحِ ، وَالْإِنَابَةُ أَعْمَالُ الْقُلُوبِ ، وَالتَّوْبَةُ إِقْبَالُهُ عَلَى مَوْلَاهُ بِأَنْ يَتْرُكَ الْخَلْقَ ثُمَّ يَسْتَغْفِرَ اللَّهَ مِنْ تَقْصِيرِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ وَمِنَ الْجَهْلِ بِالنِّعْمَةِ ، وَتَرَكَ الشُّكْرَ فَعِنْدَ ذَلِكَ يُغْفَرُ لَهُ ، وَيَكُونُ عِنْدَهُ مَأْوَاهُ ، ثُمَّ التَّنَقُّلُ إِلَى الِانْفِرَادِ ، ثُمَّ الثَّبَاتِ ، ثُمَّ الْبَيَانِ ، ثُمَّ الْفِكْرِ ، ثُمَّ الْمَعْرِفَةِ ، ثُمَّ الْمُنَاجَاةِ ، ثُمَّ الْمُصَافَاةِ ، ثُمَّ الْمُوَالَاةِ ، ثُمَّ مُحَادَثَةِ السِّرِّ ، وَهُوَ الْخَلَّةُ ، وَلَا يَسْتَقِرُّ هَذَا فِي قَلْبِ عَبْدٍ حَتَّى يَكُونَ الْعِلْمُ غِذَاءَهُ ، وَالذِّكْرُ قِوَامَهُ ، وَالرِّضَا زَادَهُ وَالتَّوَكُّلُ صَاحِبَهُ ، ثُمَّ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ فَيَرْفَعُهُ إِلَى الْعَرْشِ فَيَكُونُ مَقَامُهُ مَقَامَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَسُئِلَ أَيْضًا عَنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« التَّائِبُ حَبِيبُ اللَّهِ فَقَالَ » : إِنَّمَا يَكُونُ حَبِيبًا إِذَا كَانَ فِيهِ جَمِيعُ مَا ذُكِرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْآيَةَ وَقَالَ : الْحَبِيبُ هُوَ الَّذِي لَا يَدْخُلُ فِيمَا يَكْرَهُهُ حَبِيبُهُ .