الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
واعلم أنه لا يذنب العبد ذنبا إلا ويسود وجه قلبه ، فإن كان سعيدا أظهر السواد على ظاهره لينزجر وإن كان شقيا أخفي عنه حتى ينهمك ، ويستوجب النار والأخبار كثيرة في آفات الذنوب في الدنيا من الفقر والمرض وغيره بل من شؤم الذنب في الدنيا على الجملة أن يكسب ما بعده صفته ، فإن ابتلي بشيء كان عقوبة له ويحرم جميل الرزق حتى يتضاعف شقاؤه ، وإن أصابته نعمة كانت استدراجا له ، ويحرم جميل الشكر حتى يعاقب على كفرانه وأما المطيع فمن بركة طاعته أن تكون كل نعمة في حقه جزاء على طاعته ، ويوفق لشكرها وكل ، بلية كفارة لذنوبه وزيادة في درجاته .

التالي السابق


(واعلم أنه لا يذنب العبد ذنبا إلا ويسود وجه قلبه، فإن كان سعيدا ظهر السواد على ظاهره لينزجر وإن كان شقيا أخفي عنه حتى ينهمك، ويستوجب النار) ، ولفظ القوت بعد سياق قصة ابن علوان: فذكر ذلك لبعض الأولياء فقال: هذا رفق من الله به، وخيرة له، إذ لم يسود قلبه، وظهر السواد على جسده، ولو بطن في قلبه لأهلكه، ثم قال: ما من ذنب يرتكبه يصر عليه إلا اسود القلب منه مثل سواد الجسم الذي ذكر، ولا يجلوه إلا التوبة، ولكن ليس كل عبد يصنع به صنع ابن علوان، ولا يجد من يتيقظ له مثل أبي القاسم الجنيد رحمة الله تعالى، (والأخبار كثيرة في آفات الذنوب في الدنيا من الفقر والمرض وغيرهما) كسقوط الجاه والمنزلة من عيون المسلمين، (بل من شؤم الذنب في الدنيا على الجملة أن يكسب ما بعده صفته، فإن ابتلي بشيء كان عقوبة له ويحرم جميل الرزق حتى يتضاعف شقاؤه، وإن أصابته نعمة كانت استدراجا له، ويحرم جميل الشكر حتى يعاقب على كفرانه) هذا حال العاصي، (وأما المطيع فمن بركة طاعته أن تكون كل نعمة في حقه جزاء على طاعته، ويوفق لشكرها، و) تكون (كل بلية كفارة عن ذنوبه وزيادة في درجاته) .




الخدمات العلمية