وفرقة أخرى اشتغلوا بالمجاهدة وتهذيب الأخلاق وتطهير النفس من عيوبها ، وصاروا يتعمقون فيها فاتخذوافهم في جميع أحوالهم مشغولون بالفحص عن عيوب النفس واستنباط دقيق الكلام في آفاتها فيقولون : هذا في النفس عيب ، والغفلة عن كونه عيبا عيب ، والالتفات إلى كونه عيبا عيب ، ويشغفون فيه بكلمات مسلسلة تضيع الأوقات في تلفيقها ومن جعل طول عمره في التفتيش عن عيوب النفس وتحرير علم علاجها كان كمن اشتغل بالتفتيش عن عوائق الحج وآفاته ، ولم يسلك طريق الحج فذلك لا يغنيه . البحث عن عيوب النفس ومعرفة خدعها علما وحرفة ،