وفرحوا بها وأعجبتهم غرابتها فتقيدت قلوبهم بالالتفات إليها والتفكر فيها ، وفي كيفية انفتاح بابها عليهم ، وانسداده على غيرهم ، وكل ذلك غرور لأن عجائب طريق الله ليس لها نهاية فلو وقف مع كل أعجوبة ، وتقيد بها قصرت خطاه وحرم الوصول إلى المقصد وكان مثاله مثال من قصد ملكا فرأى على باب ميدانه روضة فيها أزهار وأنوار لم يكن قد رأى قبل ذلك مثلها فوقف ينظر إليها ويتعجب حتى فاته الوقت الذي يمكن فيه لقاء الملك . وفرقة أخرى جاوزوا هذه الرتبة وابتدءوا سلوك الطريق وانفتح ، لهم أبواب المعرفة ، فكلما تشمموا من مبادئ المعرفة رائحة تعجبوا منها