الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الثالث : الرياء بالقول ، ورياء أهل الدين بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة ، وحفظ الأخبار والآثار لأجل الاستعمال في المحاورة وإظهارا لغزارة العلم ، ودلالة على شدة العناية بأحوال السلف الصالحين ، وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمشهد الخلق ، وإظهار الغضب للمنكرات ، وإظهار الأسف على مقارفة الناس للمعاصي وتضعيف الصوت في الكلام ، وترقيق الصوت بقراءة القرآن ؛ ليدل بذلك على الخوف والحزن ، وادعاء حفظ الحديث ، ولقاء الشيوخ والدق ، على من يروي الحديث ببيان خلل في لفظه ليعرف أنه بصير بالأحاديث والمبادرة إلى أن الحديث صحيح أو غير صحيح لإظهار الفضل فيه ، والمجادلة على قصد إفحام الخصم ليظهر للناس قوته علم الدين .

والرياء بالقول كثير ، وأنواعه لا تنحصر .

وأما أهل الدنيا فمراءاتهم بالقول بحفظ الأشعار والأمثال والتفاصح في العبارات وحفظ النحو الغريب للإغراب على أهل الفضل وإظهار التودد إلى الناس ؛ لاستمالة القلوب .

التالي السابق


(الثالث: الرياء بالقول، ورياء أهل الدين بالوعظ والتذكير) على رؤوس الناس (والنطق بالحكمة، وحفظ الأخبار) النبوية (والآثار) والقصص (لأجل الاستعمال في المحاورة، وإظهار الغزارة للعلم) وسعته (ودلالة على شدة العناية بأحوال السلف الصالح، وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمشهد الخلق، وإظهار الغضب للمنكرات، وإظهار الأسف) والحزن (على مقارفة الناس) أي: ارتكابهم (للمعاصي) والبدع (وإضعاف الصوت) وخفضه (في الكلام، وترقيق الصوت بقراءة القرآن؛ ليدل بذلك على الحزن والخوف، وادعاء حفظ الحديث، ولقاء الشيوخ، والرد على من يروي الحديث ببيان خلل في لفظه) من جهة الإعراب، أو لخطأ في المعنى (ليعرف أنه بصير بالأحاديث) خبير بها (والمبادرة إلى أن الحديث صحيح أو غير صحيح) أو موضوع أو باطل (لإظهار الفضل فيه، والمجادلة على قصد إفحام الخصم) وتسجيله وتسكينه (ليظهر للناس قوته) ومعرفته (في علم الدين. والرياء بالقول كثير، وأنواعه لا تنحصر .

وأما أهل الدنيا فمراءاتهم بالقول بحفظ الأشعار) المناسبة للمجالس من دواوين شعر العرب (و) حفظ (الأمثال) والنوادر والوقائع (والتفاصح في العبارات) والتفنن فيها عند المحاورات (وحفظ) مسائل (النحو الغريب للإغراب على أهل الفضل) والتميز عليهم (وإظهار التودد إلى الناس؛ لاستمالة القلوب) إليهم .




الخدمات العلمية