الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          الفصل السادس

          في الحرف وأصنافه

          الحرف : ما دل على معنى في غيره ، وهو على أصناف :

          منها : حرف الإضافة ، وهو ما يفضي بمعاني الأفعال إلى الأسماء ، وهو ثلاثة أقسام :

          الأول : منه ما لا يكون إلا حرفا كمن ، وإلى ، وحتى ، وفي ، والباء ، واللام ، ورب ، وواو القسم وتائه .

          أما " من " فهي قد تكون لابتداء الغاية كقولك : سرت من بغداد ، وللتبعيض كقولك : أكلت من الخبز ، ولبيان الجنس كقولك : خاتم من حديد ، وزائدة كقولك : ما جاءني من أحد .

          [ ص: 62 ] وأما ( إلى ) فهي قد تكون لانتهاء الغاية كقولك : سرت إلى بغداد ، وبمعنى " مع " كقوله تعالى : ( ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ) .

          وأما ( حتى ) ففي معنى إلى .

          وأما ( في ) فللظرفية كقولك : زيد في الدار ، وقد ترد بمعنى " على " كقوله تعالى : ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) وقد يتجوز بها في قولهم : نظرت في العلم الفلاني .

          وأما ( الباء ) فللإلصاق كقولك : به داء ، وقد تكون للاستعانة كقولك : كتبت بالقلم ، والمصاحبة كقولك : اشتريت الفرس بسرجه ، وقد ترد بمعنى " على " قال الله تعالى : ( ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك ) أي على قنطار وعلى دينار ، وقد ترد بمعنى " من أجل " قال الله تعالى : ( ولم أكن بدعائك رب شقيا ) أي لأجل دعائك ، وقيل : بمعنى في دعائك .

          وقد تكون زائدة كقوله تعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) .

          وأما ( اللام ) فهي للاختصاص كقولك : " المال لزيد " ، وقد تكون زائدة كقوله : ( ردف لكم ) .

          وأما ( رب ) فهي للتقليل ، ولا تدخل إلا على النكرة كقولك : رب رجل عالم .

          وأما ( واو القسم ) فمبدلة عن باء الإلصاق في قولك : أقسمت بالله .

          و ( التاء ) مبدلة من الواو في تالله [1] .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية