الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              65 7 \ 60 - وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان الماء قلتين فإنه لا ينجس .

                                                              وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه .

                                                              وسئل يحيى بن معين عن حديث حماد بن سلمة، حديث عاصم بن المنذر؟ فقال: هذا جيد الإسناد. فقيل له: فإن ابن علية لم يرفعه. قال يحيى: وإن [ ص: 45 ] لم يحفظه ابن علية فالحديث حديث جيد الإسناد.

                                                              وقال أبو بكر البيهقي: وهذا إسناد صحيح موصول.

                                                              التالي السابق




                                                              قال ابن القيم رحمه الله: ورواه الحاكم في "المستدرك" وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم.

                                                              وصححه الطحاوي.

                                                              رواه الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه.

                                                              هكذا رواه إسحاق بن راهويه وجماعة، عن أبي أسامة، عن الوليد.

                                                              [ ص: 46 ] ورواه الحميدي عن أبي أسامة، نا الوليد، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله، عن أبيه.

                                                              فهذان وجهان.

                                                              قال الدارقطني في هاتين الروايتين: فلما اختلف على أبي أسامة اخترنا أن نعلم من أتى بالصواب، فنطرنا في ذلك، فإذا شعيب بن أيوب قد رواه عن أبي أسامة، [عن الوليد بن كثير، على الوجهين جميعا: عن محمد بن جعفر بن الزبير، ثم أتبعه عن محمد بن عباد بن جعفر. فصح القولان جميعا عن أبي أسامة]، وصح أن الوليد بن كثير رواه عنهما جميعا، وكان أبو أسامة مرة يحدث به عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومرة يحدث به عن الوليد، عن محمد بن عباد بن جعفر.

                                                              ورواه محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، رواه جماعة عن ابن إسحاق.

                                                              [ ص: 47 ] وكذلك رواه حماد بن سلمة، عن عاصم بن المنذر، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه.

                                                              وفيه تقوية لحديث ابن إسحاق. فهذه أربعة أوجه.

                                                              ووجه خامس: محمد بن كثير المصيصي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                              ووجه سادس: معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر. قوله.

                                                              قال البيهقي: وهو الصواب، يعني حديث مجاهد.

                                                              ووجه سابع: بالشك في قلتين أو ثلاث، ذكرها يزيد بن هارون، وكامل بن طلحة، وإبراهيم بن الحجاج، وهدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن المنذر بن الزبير، قال: دخلت مع عبيد الله بن عبد الله بن عمر بستانا فيه مقراة ماء، فيه جلد بعير ميت، فتوضأ منه، فقلت: أتتوضأ منه وفيه جلد بعير ميت؟ فحدثني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ ص: 48 ] إذا بلغ الماء قدر قلتين أو ثلاث لم ينجسه شيء .

                                                              ورواه أبو بكر النيسابوري: حدثني أبو حميد المصيصي، حدثنا حجاج، قال ابن جريج: أخبرني لوط، عن ابن إسحاق، عن مجاهد: أن ابن عباس قال إذا كان الماء قلتين فصاعدا لم ينجسه شيء .

                                                              ورواه أبو بكر بن عياش، عن أبان، عن أبي يحيى، عن ابن عباس، كذلك موقوفا.

                                                              وروى أبو أحمد بن عدي من حديث القاسم العمري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا بلغ الماء أربعين قلة لا يحمل الخبث . تفرد به القاسم العمري هكذا، وهو ضعيف، وقد نسب إلى الغلط فيه، وقد ضعف القاسم أحمد والبخاري ويحيى بن معين وغيرهم.

                                                              قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت أبا علي [ ص: 49 ] الحافظ يقول: حديث محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغ الماء أربعين قلة خطأ، والصحيح، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الله بن عمرو قوله.

                                                              قلت: كذلك رواه عبد الرزاق، أنا الثوري، ومعمر، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قوله.

                                                              وروى ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سليمان، عن عبد الرحمن بن أبي هريرة، عن أبيه قال إذا كان الماء أربعين قلة لم يحمل خبثا .

                                                              وخالفه غير واحد، فرووه عن أبي هريرة، فقالوا "أربعين غربا"، ومنهم من قال "دلوا"، قاله الدارقطني.




                                                              الخدمات العلمية