الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

4298 - أحمد بن علي بن المعمر بن محمد بن عبيد الله ، أبو عبد الله الحسيني نقيب [النقباء] العلويين ، وكان يلقب: بالطاهر .

سمع الحديث الكثير وقرئ عليه وكان حسن الأخلاق جميل المعاشرة يتبرأ من الرافضة توفي ليلة الخميس العشرين من جمادى الآخرة ودفن بداره من الحريم الطاهري مدة ثم نقل إلى مشهد الصبيان بالمدائن ولما توفي ولي مكانه ولده .

4299 - الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد العطار ، أبو العلاء الهمذاني .

سافر الكثير في طلب العلم وقرأ القرآن واللغة وقدم بغداد فأكثر من السماع وحصل الكتب الكثيرة وعاد إلى بلده همذان فاستوطنها وكان له بها القبول والمكانة وصنف وكان حافظا متقنا مرضي الطريقة سخيا وانتهت إليه القراءات والتحديث .

وتوفي ليلة الخميس عاشر جمادى الآخرة من هذه السنة وقد جاوز الثمانين بأربعة أشهر وأيام .

قال المصنف: وبلغني أنه رئي في المنام في مدينة جميع جدرانها من الكتب وحوله كتب لا تحد وهو مشتغل بمطالعتها فقيل له ما هذه الكتب؟ قال: سألت الله أن يشغفني بما كنت أشتغل به في الدنيا فأعطاني . ورأى له شخص آخر أن يدين [ ص: 209 ] خرجتا من [محراب] مسجد فقال ما هذه اليدان؟ فقيل هذه يدا آدم بسطها ليعانق أبا العلاء الحافظ قال وإذا بأبي العلاء قد أقبل قال فسلمت عليه فرد علي السلام وقال: يا فلان رأيت ابني أحمد حين قام على قبري يلقنني أما سمعت صوتي حين صحت على الملكين فما قدرا أن يقولا شيئا [فرجعا] .

4300 - رستم بن شرهيك أبو القاسم الواعظ .

سمع الحديث وتعلم الوعظ من شيخنا أبي الحسن الزاغوني وأقام بشارع رزق الله وكان يعظ بجامع بهليقا .

توفي يوم الثلاثاء سادس عشرين ربيع الأول من هذه السنة عن ستين سنة تقريبا ودفن بباب حرب .

4301 - ابن الأهوازي .

خازن دار الكتب بمشهد أبي حنيفة .

توفي في ربيع الأول جاء من محلته إلى البلد فاتكأ على دكة فمات وكذلك مات أخوه وأبوهما فجاءة .

4302 - محمود بن زنكي بن آقسنقر ، الملقب نور الدين .

ولي الشام سنين وجاهد الثغور وانتزع من أيدي الكفار نيفا وخمسين مدينة وحصنا منها الرها وبني مارستان في الشام أنفق عليه مالا وبنى بالموصل جامعا غرم

[ ص: 210 ]

عليه ستين ألف دينار وكان سيرته أصلح من كثير من الولاة ، والطرق في أيامه آمنة والمحامد له كثيرة وكان يتدين بطاعة الخلافة وترك المكوس قبل موته وبعث جنودا افتتحوا مصر وكان يميل إلى التواضع ومحبة العلماء وأهل الدين وكاتبني مرارا وأحلف الأمراء على طاعة ولده بعده وعاهد ملك الإفرنج صاحب طرابلس وقد كان في قبضته أسيرا على أن يطلقه بثلاثمائة ألف دينار وخمسين ومائة حصان وخمسمائة زردية ومثلها تراس إفرنجية ومثلها قنطوريات وخمسمائة أسير من المسلمين وأنه لا يعبر على بلاد الإسلام سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام وأخذ منه في قبضته على الوفاء بذلك مائة من أولاد كبراء الإفرنج وبطارقتهم فإن نكث أراق دماءهم وعزم على فتح بيت المقدس فوافته المنية في شوال هذه السنة وكانت ولايته ثمانية وعشرين سنة وأشهرا .

4303 - يحيى بن نجاح المؤدب .

سمع الحديث الكثير وقرأ النحو واللغة وكان غزير الفضل يقول الشعر الحسن .

توفي في أواخر هذه السنة . [ ص: 211 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية