الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

4114 - أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان ، أبو سعد بن أبي الفضل البغدادي :

بغدادي الأصل ، أصبهاني المولد والمنشأ ، ولد سنة ثلاث وستين ، وسمع الكثير ، وحدث بالكثير ، وكان على طريقة السلف الصالح ، صحيح العقيدة حلو الشمائل مطرحا للتكلف ، فربما خرج من بيته إلى السوق وعلى رأسه قلنسوة طاقية ، وربما قعد بين الناس مؤتزرا [وربما أملى وقد خلع ] ، وكان يستعمل السنة مهما قدر حتى أنه رجع مرة من الحج فاستقبله خلق كثير من أهل أصبهان فسار بسيرهم ، حتى إذا قارب البلد حرك فرسه وسبقهم ، فسئل عن ذلك فقال : أردت استعمال السنة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى جدران المدينة أوضع راحلته . وحج إحدى عشرة حجة ، وأملى بمكة والمدينة ، وكان يصوم في الحر ، وورد مرارا إلى بغداد ، وسمعت منه الكثير ورأيت أخرقه اللطيفة ومحاسنه الجميلة ، وكان في كل مرة إذا ودع أهل بغداد ، يقول : في نفسي الرجوع ولست بآيس ، فحج سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ورجع .

فتوفي بنهاوند في ربيع الأول سنة أربعين ، وحمل إلى أصبهان فدفن بها .

4115 - أحمد بن علي بن محمد ، أبو الحسين الدامغاني ، ولد قاضي القضاة أبي الحسن : [ ص: 46 ] سمع الحديث من أبي طلحة النعالي ، وطراد وغيرهما ، وولي القضاة بالجانب الغربي وباب الأزج .

وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة ، ودفن إلى جانب أبيه بنهر القلائين .

4116 - بهروز بن عبد الله أبو الحسن الخادم الأبيض الغياثي :

كان يلقب بمجاهد الدين ، ولي العراق نيفا وثلاثين سنة ، وعمر دار السلطان وسد البثق ، وكان ابن عقيل يقول : ما رأيت مثل مناقضة بهروز فإنه منع أن يجتمع في السفينة النساء والرجال وجمع بينهم في الماخور .

وتوفي في رجب ودفن برباطه المستجد بشاطئ دجلة المعروف برباط الخدم .

4117 - الحسين بن الحسن بن عبد الله ، أبو عبد الله المعدل :

سمع أبا عبد الله الدامغاني ، وأبا القاسم البسري ، وقرأ بالقراءات على أبي الخطاب الصوفي ، وكان ثقة دينا حدث وأقرأ وقضى .

وتوفي يوم الأربعاء ثامن عشرين جمادى الآخرة ، ودفن في المقبرة الخيزرانية قريبا من قبر الهيتي وحضره قاضي القضاة الزينبي ، وخلق من الأكابر .

4118 - علي بن أحمد بن الحسين بن أحمد أبو الحسين اليزدي :

سكن قراح ظفر ، وتفقه على أبي بكر الشاشي ، وسمع الحديث الكثير وروى ، وكان له قميص وعمامة بينه وبين أخيه إذا خرج هذا قعد هذا .

4119 - موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي ، أبو منصور بن أبي طاهر :

ولد في ذي الحجة سنة خمس وستين ، ونشأ بباب المراتب ، وسمع الحديث [ ص: 47 ] الكثير من أبي القاسم ابن البسري ، وأبي طاهر بن أبي الصقر ، وأبي الحسين ، وغيرهم . وحدث وقرأ على أبي زكريا سبع عشرة سنة فانتهى إليه علم اللغة فأقرأها ، ودرس العربية في النظامية بعد أبي زكريا مدة فلما ولي المقتفي اختص بإمامة الخليفة وكان المقتفي يقرأ عليه شيئا من الكتب ، وكان غزير الفضل متواضعا في ملبسه ورياسته ، طويل الصمت لا يقول الشيء إلا بعد التحقيق والفكر الطويل ، وكثيرا ما كان يقول : لا أدري وكان من أهل السنة ، وسمعت منه كثيرا من الحديث وغريب الحديث ، وقرأت عليه كتابه المعرب وغيره من تصانيفه وقطعة من اللغة .

وتوفي سحرة يوم الأحد منتصف محرم وحضر للصلاة عليه الأكابر كقاضي القضاة الزينبي وهو صلى عليه وصاحب المخزن وجماعة أرباب الدولة والعلماء والفقهاء ودفن بباب حرب عند والده .

4120 - المبارك بن علي بن عبد العزيز السمذي ، أبو المكارم الخباز :

ولد سنة إحدى وخمسين ، وسمع الصريفيني ، وأبا القاسم بن البسري ، وغيرهما ، وكان سماعه صحيحا .

وتوفي يوم عاشوراء ، ودفن بباب أبرز .

التالي السابق


الخدمات العلمية