الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
م25 - واتفقوا: على أنه يصح تذكية الحيوان الحي غير المأيوس من بقائه.

[ ص: 147 ] فإن كان الحيوان قد أصابه ما ييؤس معه من بقائه، مثل أن يكون موقوذا، أو منخنقا أو مترديا، أو منطوحا، أو مأكولا لسبع فإنهم:

اختلفوا: في استباحته بالذكاة،
فقال أبو حنيفة: متى أدركت ذكاتها قبل أن تموت حلت.

وقال مالك - في إحدى الروايتين عنه - وأحمد - في أظهر الروايتين: متى علم بمستمر العادة أنه لا يعيش حرم أكله، ولا يحل بالتذكية، ولا تصح تذكيته.

وفي الرواية الثانية - عن مالك: أن الذكاة تبيح منه ما وجد فيه حياة مستقرة، وينافي الحياة - عنده - أن يندق عنقه، أو يسيل دماغه، أو تخرج حشوته العليا، أو تفرى أوداجه، أو بنبت نخاعه.

وقال الشافعي: متى كانت فيه حياة مستقرة حل أكله مع التذكية.

[ ص: 148 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية