الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8371 - من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة (د) عن أنس - (صح)

التالي السابق


(من ادعى إلى غير أبيه) أي من رغب عن أبيه والتحق بغيره تركا للأدنى ورغبة في الأعلى، أو خوفا من الإقرار بنسبه، أو تقربا لغيره بالانتماء، أو غير ذلك من الأغراض، وعداه بـ "إلى" لتضمنه معنى الانتساب، وكذا فيما قبله (أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله) أي طرده عن درجة الأبرار ومقام الأخيار لا من رحمة الغفار (المتتابعة) أي المتمادية (إلى يوم القيامة) لمعارضته لحكمة الله في الانتساب، والداعي إلى غير أبيه كأنه يقول: خلقني الله من ماء فلان، وإنما خلقه من غيره، فقد كذب على الله فاستوجب الإبعاد، والمنتمي لغير المعتق قد كفر النعمة واستن العقوق وضيع الحقوق، وهذا الوعيد الشديد يفيد أن كلا منها كبيرة

(د عن أنس) بن مالك، وظاهر صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه الشيخان ولا أحدهما، وإلا لما عدل عنه وهو ذهول، فقد خرجه الإمام مسلم عن علي مرفوعا بلفظ: من ادعى إلى غير أبيه، أو تولى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين اهـ، وهذا الخلف اليسير ليس بعذر في العدول عن الصحيح .



الخدمات العلمية