الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8792 - من صلى البردين دخل الجنة (م) عن أبي موسى - (صح)

التالي السابق


(من صلى البردين) بفتح الموحدة وسكون الراء: صلاة الفجر والعصر لأنهما في بردي النهار أي طرفيه، والمراد أداؤهما وقت الاختيار (دخل الجنة) مفهومه أن من لم يصلهما لا يدخلها، وهو محمول على المستحل، أو أراد دخولها ابتداء من غير عذاب، وعبر بالماضي عن المضارع لمزيد التأكيد بجعل متحقق الوقوع كالواقع، وخصهما لزيادة شرفهما، أو لأنهما مشهودتان تشهدهما ملائكة الليل والنهار، أو لكونهما ثقيلتين مشقتين على النفوس لكونهما وقت التشاغل والتثاقل، ومن راعاهما راعى غيرهما بالأولى، ومن حافظ عليهما فهو على غيرهما أشد محافظة، وما عسى يقع منه تفريط، [ ص: 165 ] فبالحري أن يقع مكفرا فيغفر له ويدخل الجنة، ذكره القاضي، وهكذا كله بناء على أن "من" شرطية، وقوله "دخل الجنة" جواب الشرط، وذهب الفراء إلى أنها موصولة، والمراد: الذين يصلوهما أول ما فرضت الصلاة ثم ماتوا قبل فرض الخمس، لأنها فرضت أولا ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي، ثم فرضت الخمس، فهو خبر عن ناس مخصوصين، وهذا غريب

(م عن أبي موسى) الأشعري، قضيته أن ذا مما تفرد به مسلم عن صاحبه وهو ذهول، فقد عزاه الديلمي للشيخين معا في الصلاة.



الخدمات العلمية