الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9011 - من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة (حم خ) عن أنس - (صح)

التالي السابق


(من لقي الله) أي من لقي الأجل الذي قدره الله يعني الموت (لا يشرك به) أي والحال أنه لقيه وهو غير [ ص: 221 ] مشرك به (شيئا) قال أبو البقاء : "شيئا" مفعول "يشرك"، ومنه قوله تعالى ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ويجوز كونه في موضع المصدر وتقديره: لا يشرك به إشراكا، كقوله تعالى لا يضركم كيدهم شيئا أي ضررا (دخل الجنة) أي من مات مؤمنا غير مشرك بالله دخل الجنة بفضل الله ابتداء، أو بعد عتاب أو عقاب، ومن مات مشركا دخل النار وخلد فيها بالدلائل الدالة عليه، فإن قيل: أهل الكتاب ليسوا بمشركين ولا يدخلون الجنة؟ فالجواب أن الشرك هنا إن كان بمعنى الكفر فقد اندفع السؤال، وإلا كان الكفر مساويا للشرك في استحقاق الخلود في النار فألحق به

(حم خ) في كتاب العلم (عن أنس ) بن مالك ، قال: ذكر لي أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لمعاذ : من لقي... إلخ، قال: ألا أبشر الناس؟ قال: لا، أخاف أن يتكلوا، كذا في البخاري ، وزاد أحمد والطبراني : ولم تضره معه خطيئة كما لو لقيه وهو يشرك به دخل النار ولم ينفعه معه حسنة، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح ما خلا التابعي فلم يسم، ثم إن ظاهر صنيع المؤلف أن هذا مما تفرد به البخاري عن صاحبه وليس كذلك، بل رواه مسلم من حديث جابر بزيادة، وزاد " ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار ".



الخدمات العلمية