الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8771 - من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة ( البزار ) عن ابن عمر - (ح)

التالي السابق


(من شهد أن لا إله إلا الله) أي مع "محمد رسول الله" صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، فاكتفى بأحد الجزأين عن الآخر (دخل الجنة) ابتداء أو بعد تطهيره بالنار، فالمراد: لا بد من دخولها، وفي رواية للشيخين: أدخله الله الجنة على ما كان من العمل، قال البيضاوي : فيه دليل على المعتزلة في مقامين، أحدهما: أن العصاة من أهل القبلة لا يخلدون في النار لعموم قوله: من شهد......، الثاني: أنه تعالى يعفو عن السيئات قبل التوبة واستيفاء العقوبة، فإن قوله "على ما كان من العمل" حال من قوله "أدخله الجنة" والعمل غير حاصل حينئذ، بل الحاصل إدخاله استحقاق ما يناسب عمله من ثواب أو عقاب، فإن قيل: ما ذكر يوجب أن لا يدخل أحد النار من العصاة قلنا: اللازم منه عموم العفو وهو لا يستلزم عدم دخول النار لجواز أن يعفو عن بعضهم بعد الدخول وقبل استيفاء العذاب، هذا وليس محتما عندنا أن يدخل النار أحد من الأمة، بل العفو عن الجميع بموجب وعده بنحو قوله يغفر الذنوب جميعا

( البزار ) في مسنده (عن عمر) بن الخطاب، ورواه الطبراني من حديث جابر بلفظ: من شهد أن لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة ولم تمسه النار، ورواه الشيخان بلفظ: من شهد أن لا إله إلا الله وجبت له الجنة، وذكر المصنف أنه بهذا اللفظ متواتر، رواه نحو ثلاثين صحابيا.



الخدمات العلمية