الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8784 - من صام الأبد فلا صام ولا أفطر (حم ن هـ ك) عن عبد الله بن الشخير- (صح)

التالي السابق


(من صام الأبد) أي سرد الصوم دائما (فلا صام ولا أفطر) قال الزمخشري : لا نافية بمنزلتها في قوله تعالى فلا صدق ولا صلى اهـ، وقال النووي: هذا دعاء عليه أو إخبار بأنه كالذي لم يفعل شيئا، لأنه إذا اعتاد ذلك لم يجد رياضة ولا مشقة يتعلق بها مزيد ثواب، فكأنه لم يصم اهـ. ونوزع في الأول بأن الدعاء إنما يكون في مقابلة فعل منكر أو قبيح، ولا كذلك صوم الدهر من حيث إنه صوم فلا يحسن الدعاء عليه، وفي الثاني بمنع عدم حصول المشقة لأن الصوم ليس كالفطر فلا يخلو عن مشقة، غايته أن فطر يوم وصوم يوم أشق، فالأولى أن يقال: معناه أن صومه وفطره سواء لا ثواب ولا عقاب فلا ينبغي فعله، وزعم أن هذا فيمن لم يفطر الأيام المبينة رده ابن القيم بأنه ذكر ذلك جوابا لمن قال: أرأيت من صام الدهر؟ ولا يقال في جواب من صام حراما لا صام ولا أفطر، فإن ذا مؤذن بأن فطره وصومه سواء كما تقرر، ولا كذلك من صام الحرام، فصوم يوم وفطر يوم أفضل

(حم ن هـ ك) في الصوم (عن عبد الله بن الشخير) قال الحاكم : صحيح، وأقره الذهبي .



الخدمات العلمية