الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9149 - المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم (د ت ك) عن أبي هريرة .

التالي السابق


(المؤمن غر) أي يغره كل أحد ويغره كل شيء، ولا يعرف الشر، وليس بذي مكر ولا فطنة للشر، فهو ينخدع لسلامة صدره وحسن ظنه، وينخدع لانقياده ولينه (كريم) أي شريف الأخلاق (والفاجر) أي الفاسق (خب لئيم) أي جريء فيسعى في الأرض بالفساد، فالمؤمن المحمود من كان طبعه الغرارة وقلة الفطنة للشر وترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلا، والفاجر من عادته الخبث والدهاء والتوغل في معرفة الشر، وليس ذا منه عقلا، والخب بفتح الخاء المعجمة الخداع والساعي بين الناس بالفساد والشر، وقد تكسر خاؤه، فأما المصدر فبالكسر لا غير، وقال الراغب: الخب استعمال الدهاء في الأمور الدنيوية صغيرها وكبيرها

[تنبيه] قال بعض العارفين: كن عمري الفعل، فإن الفاروق يقول: من خدعنا في الله انخدعنا له، فإذا رأيت من يخدعك وعلمت أنه مخادع، فمن مكارم الأخلاق أن تنخدع له ولا تفهمه أنك عرفت خداعه، فإنك إذا فعلت ذلك فقد وفيت الأمر حقه، لأنك إنما عاملت الصفة التي ظهر لك فيها، والإنسان إنما يعامل الناس لصفاتهم لا لأعيانهم، ألا تراه لو كان صادقا مخادعا؟ فعامله بما ظهر منه، وهو يسعد بصدقه ويشقى بخداعه، فلا تفضحه بخداعه، وتجاهل وتصنع له باللون الذي أراه منك، وادع له وارحمه عسى الله أن يرحمه بك، فإذا فعلت ذلك كنت مؤمنا حقا، فالمؤمن غر كريم، لأن خلق الإيمان يعطي المعاملة بالظاهر، والمنافق خب لئيم، أي على نفسه، حيث لم يسلك بها طريق نجاتها وسعادتها

(د) في الأدب (ت) في البر (ك) في الإيمان من حديث الحجاج بن قرافصة (عن أبي هريرة ) ثم قال الحاكم : الحجاج عابد لا بأس به، انتهى. وقال المنذري: لم يضعفه أبو داود ، ورواته ثقات سوى بشر بن رافع وقد وثق، وقال ابن الجوزي : فيه بشر بن رافع، قال ابن حبان : روى أشياء موضوعة كأنه يتعمدها، لكن روي من طرق أخر لا بأس بها اهـ، وحكم القزويني بوضعه، ورد عليه ابن حجر وقال: هو لا ينزل عن درجة الحسن وأطال.



الخدمات العلمية