الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 55 ] قال : ( والحلف بحروف القسم ، وحروف القسم الواو كقوله والله ، والباء كقوله بالله ، والتاء كقوله تالله ) لأن كل ذلك معهود في الأيمان ومذكور في القرآن ( وقد يضمر الحرف فيكون حالفا كقوله الله لا أفعل كذا ) لأن حذف الحرف من عادة العرب إيجازا ، ثم قيل ينصب لانتزاع الحرف الخافض ; وقيل يخفض فتكون الكسرة دالة على المحذوف ، وكذا إذا قال لله في المختار لأن الباء تبدل بها قال الله تعالى : { آمنتم له }أي آمنتم به .

                                                                                                        وقال أبو حنيفة رحمه الله : إذا قال وحق الله فليس بحالف ، وهو قول محمد رحمه الله وإحدى الروايتين عن أبي يوسف رحمه الله .

                                                                                                        وعنه رواية أخرى أنه يكون يمينا ، لأن الحق من صفات الله تعالى وهو حقيته فصار كأنه قال والله الحق والحلف به متعارف .

                                                                                                        ولهما أنه يراد به طاعة الله تعالى إذ الطاعات حقوقه فيكون حلفا بغير الله ، قالوا : ولو قال والحق يكون يمينا ، ولو قال : حقا لا يكون يمينا ، لأن الحق من أسماء الله تعالى والمنكر يراد به تحقيق الوعد .

                                                                                                        ( ولو قال أقسم أو أقسم بالله أو أحلف أو أحلف بالله أو أشهد أو أشهد بالله فهو حالف ) لأن هذه الألفاظ مستعملة في الحلف ، وهذه الصيغة للحال حقيقة ، وتستعمل للاستقبال بقرينة فجعل حالفا في الحال والشهادة يمين ، قال الله تعالى : { قالوا نشهد إنك لرسول الله }ثم قال : { اتخذوا أيمانهم جنة }والحلف بالله هو المعهود المشروع وبغيره محظور فصرف إليه ، ولهذا قيل لا يحتاج إلى النية ; وقيل لا بد منها لاحتمال العدة واليمين بغير الله .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الخدمات العلمية