أخبرنا قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار محمد بن الفضل بن جابر قال: حدثنا قال: حدثنا عبد الأعلى النرسي عن يعقوب القمي ليث عن مجاهد، عن قال: أبي سعيد الخدري
فقال: عليك بتقوى الله فإنه جماع كل خير، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلم، وعليك بذكر الله فإنه نور لك " "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله أوصني.
وأخبرنا قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد عباس بن الفضل الأسفاطي قال: حدثنا قال: حدثنا أحمد بن يونس أبو هرمز نافع بن هرمز قال: سمعت أنسا يقول: محمد؟ قال: " كل تقي". قيل: يا نبي الله من آل
فالتقوى جماع الخيرات التحرز بطاعة الله عن عقوبته يقال: اتقى فلان بترسه، وحقيقة الاتقاء اتقاء الشرك ثم بعده اتقاء المعاصي والسيئات ثم بعده اتقاء الشبهات ثم تدع بعده الفضلات كذلك. وأصل التقوى
سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله يقول: سمعته يقول: [ ص: 228 ]
ولكل قسم من ذلك باب وجاء في تفسير قوله عز وجل: اتقوا الله حق تقاته أن معناه أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر.
سمعت الشيخ يقول: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي أحمد بن علي بن جعفر يقول: سمعت أحمد بن عاصم يقول: سمعت يقول: لا معين إلا الله ولا دليل إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا زاد إلا التقوى ولا عمل إلا الصبر عليه وسمعته يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: قسمت الدنيا على البلوى وقسمت الآخرة على التقوى. الكتاني
سمعته يقول: سمعت يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: من لم يحكم بينه وبين الله التقوى والمراقبة لم يصل إلى الكشف والمشاهدة. الجريري
وقال التقوى أن يتقي العبد ما سوى الله عز وجل. النصراباذي:
وقال سهل من أراد أن تصح له التقوى فليترك الذنوب كلها.
وقال من لزم التقوى اشتاق إلى مفارقة الدنيا، لأن الله سبحانه يقول: النصراباذي: وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون وقال بعضهم.
من تحقق من التقوى هون الله على قلبه الإعراض عن الدنيا.
وقال أبو عبد الله الروذباري: التقوى مجانبة ما يبعدك عن الله. [ ص: 229 ]
وقال التقي من لا يدنس ظاهره بالمعارضات ولا باطنه بالعلالات ويكون واقفا مع الله موقف الاتفاق. ذو النون المصري:
سمعت يقول: سمعت محمد بن الحسين أبا الحسن الفارسي يقول: سمعت يقول: للتقوى ظاهر وباطن فظاهره محافظة الحدود وباطنه النية والإخلاص. وقال ابن عطاء ذو النون.
ولا عيش إلا مع رجال قلوبهم تحن إلى التقوى وترتاح للذكر سكون إلى روح اليقين وطيبه
كما سكن الطفل الرضيع إلى الحجر
وقيل: يستدل على تقوى الرجل بثلاث: حسن التوكل فيما لم ينل، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن الصبر على ما قد فات.
وقال التقوى عمل بطاعة الله على نور من الله مخافة عقاب الله. طلق بن حبيب:
سمعت الشيخ يقول: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي محمدا الفراء يحكي عن أنه قال: التقوى بالحلال المحض لا غير. أبي حفص
وسمعته يقول: سمعت يقول: سمعت أبا بكر الرازي أبا الحسين الزنجاني يقول: من كان رأس ماله التقوى كلت الألسن عن وصف ربحه.
وقال الواسطي: التقوى أن يتقى من تقواه يعني من رؤية تقواه. والمتقي مثل اشترى أربعين حبا سمنا فأخرج غلامه فأرة من حب فسأله من أي حب أخرجتها فقال: لا أدري فصبها كلها على الأرض. ومثل ابن سيرين اشترى ابن يزيد بهمذان حب القرطم ففضل منه شيء فلما رجع إلى بسطام رأى فيه نملتين فرجع إلى همذان فوضع النملتين. [ ص: 230 ]
ويحكى أن كان لا يجلس في ظل شجرة غريمه. ويقول في الخبر أبا حنيفة وقيل: إن كل قرض جر نفعا فهو ربا أبا يزيد غسل ثوبه في الصحراء مع صاحب له فقال صاحبه: تعلق الثوب في جدار الكرم فقال: لا لا تغرز الوتد في جدار الناس فقال: نعلقه في الشجر؟ فقال: لا إنه يكسر الأغصان فقال: نبسطه على الإذخر؟ فقال: لا إنه علف الدواب لا نستره عنها، فولى ظهره إلى الشمس والقميص على ظهره حتى جف جانب ثم قلبه حتى جف الجانب الآخر.
وقيل: إن أبا يزيد دخل يوما الجامع فغرز عصاه في الأرض فسقطت ووقعت على عصا شيخ بجنبه ركز عصاه في الأرض فألقتها فانحنى الشيخ وأخذ عصاه فمضى أبو يزيد إلى بيت الشيخ واستحله وقال: كان السبب في انحنائك تفريطي في غرز عصاي حيث احتجت إلى أن تنحني.
ورؤي عتبة الغلام بمكان يتصبب عرقا في الشتاء فقيل له في ذلك فقال: إنه مكان عصيت الله فيه فسئل عنه فقال: كشطت من هذا الجدار قطعة طين غسل بها ضيف لي يده ولم أستحل من صاحبه.
وقال بت ليلة تحت الصخرة إبراهيم بن أدهم ببيت المقدس فلما كان بعض الليل نزل ملكان فقال أحدهما لصاحبه: من ههنا؟ فقال الآخر: فقال: ذاك الذي حط الله درجة من درجاته؟ فقال: لم؟ قال: لأنه اشترى إبراهيم بن أدهم بالبصرة التمر فوقعت تمرة على تمره من تمر البقال فلم يردها على صاحبها قال إبراهيم: فمضيت إلى البصرة واشتريت التمر من ذلك الرجل وأوقعت تمرة على تمره ورجعت إلى بيت المقدس وبت في الصخرة فلما كان بعض الليل إذ أنا بملكين نزلا من السماء فقال أحدهما لصاحبه: من ههنا؟ [ ص: 231 ] فقال الأخير: فقال: ذاك الذي رد الله مكانه ورفعت درجته. إبراهيم بن أدهم
وقيل: التقوى على وجوه للعامة تقوى الشرك وللخاصة تقوى المعاصي وللأولياء تقوى التوسل بالأفعال وللأنبياء تقوى نسبة الأفعال إذ تقواهم منه إليه.
وعن أمير المؤمنين علي رضى الله عنه قال: سادة الناس في الدنيا الأسخياء وسادة الناس في الآخرة الأتقياء.
أخبرنا قال: أخبرنا علي بن أحمد الأهوازي أبو الحسين البصري قال: أخبرنا بشر بن موسى قال: حدثنا عن محمد بن عبد الله بن المبارك يحيى بن أيوب عن عن عبيد الله بن زحر علي بن يزيد عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من نظر إلى محاسن امرأة فغض بصره في أول مرة أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه".
سمعت يقول: سمعت محمد بن الحسين أبا العباس محمد بن الحسين يقول: سمعت محمد بن عبد الله الفرغاني يقول: كان جالسا مع الجنيد رويم، والجريري، فقال وابن عطاء [ ص: 232 ] الجنيد:
ما نجا من نجا إلا بصدق اللجا قال الله تعالى: وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وقال رويم: ما نجا من نجا إلا بصدق التقوى قال الله تعالى: وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم الآية وقال ما نجا من نجا إلا بمراعاة الوفاء قال الله تعالى: الجريري الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق : وقال ما نجا من نجا إلا بتحقيق الحياء قال الله تعالى: ابن عطاء: ألم يعلم بأن الله يرى وقال الأستاذ الإمام ما نجا من نجا إلا بالحكم والقضاء قال الله تعالى: إن الذين سبقت لهم منا الحسنى الآية وقال أيضا: ما نجا من نجا إلا بما سبق له من الاجتباء قال الله تعالى: واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم .
[ ص: 233 ]