أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد قال : أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال : حدثنا قال : حدثنا هارون بن معروف قال : حدثنا أنس بن عياض عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن زياد بن أبي زياد ، أبي بحرية ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي الدرداء ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير من إعطاء الذهب والورق وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : ما ذاك يا رسول الله ؟ قال : ذكر الله تعالى عن
أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا الديري ، عن عن عبد الرزاق ، عمر ، عن عن الزهري ، ثابت ، أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة على أحد يقول : الله الله عن
أخبرنا قال : حدثنا علي بن أحمد بن عبدان قال : حدثنا أحمد بن عبيد معاذ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا حميد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : الله الله أنس بن مالك عن
قال الأستاذ : الذكر ركن قوي في طريق الحق سبحانه وتعالى بل هو العمدة في هذا الطريق ولا يصل أحد إلى الله تعالى إلا بدوام الذكر [ ص: 375 ] ذكر اللسان وذكر القلب فذكر اللسان به يصل العبد إلى استدامة ذكر القلب والتأثير لذكر القلب فإذا كان العبد ذاكرا بلسانه وقلبه فهو الكامل في وصفه في حال سلوكه ، والذكر على ضربين :
سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق يقول الذكر منشور الولاية فمن وفق للذكر فقد أعطي المنشور ومن سلب الذكر فقد عزب وقيل : إن كان في ابتداء أمره ينزل كل يوم سربا ويحمل مع نفسه حزمة من القضبان فكان إذا دخل قلبه غفلة ضرب نفسه بتلك الخشب حتى يكسرها على نفسه فربما كانت الحزمة تفنى قبل أن يمسي فكان يضرب بيديه ورجليه على الحائط وقيل : ذكر الله بالقلب سيف المريدين به يقاتلون أعداءهم وبه يدفعون الآفات التي تقصدهم وإن البلاء إذا أظل العبد فإذا فزع بقلبه إلى الله تعالى يحيد عنه في الحال كل ما يكرهه ، الشبلي
وسئل الواسطي عن الذكر فقال : الخروج من ميدان الغفلة إلى فضاء المشاهدة على غلبة الخوف وشدة الحب ،
سمعت الشيخ يقول : سمعت أبا عبد الرحمن السلمي عبد الله بن الحسين يقول : سمعت أبا محمد البلاذري يقول : سمعت عبد الرحمن بن بكر يقول : سمعت يقول : من ذكر الله تعالى ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء وحفظ الله تعالى عليه كل شيء وكان له عوضا عن كل شيء ، وسمعته يقول : سمعت ذا النون المصري عبد الله المعلم يقول : سمعت أحمد المسجدي يقول : سئل فقيل له : نحن نذكر الله تعالى ولا نجد في قلوبنا حلاوة فقال : احمدوا الله تعالى على أن زين جارحة من جوارحكم بطاعته ، وفي الخبر المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ ص: 376 ] أبو عثمان
إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا فيها ، فقيل له : وما رياض الجنة ؟ فقال : مجالس الذكر ،
أخبرنا أبو الحسن علي بن بشران ببغداد قال : حدثنا أبو علي بن صفوان الحسين قال : حدثنا قال : حدثنا ابن أبي الدنيا ابن خارجة قال : حدثنا عن إسماعيل بن عياش ، أن عمر بن عبد الله ، خالد بن عبد الله بن صفوان أخبره ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أيها الناس ، ارتعوا في رياض الجنة ، قلنا : يا رسول الله ما رياض الجنة ؟ قال : مجالس الذكر قال : اغدوا وروحوا واذكروا من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله تعالى فلينظر كيف منزلة الله تعالى عنده فإن الله تعالى ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه جابر بن عبد الله عن
وسمعت يقول : سمعت محمد بن الحسين محمدا الفراء يقول : سمعت يقول : أليس الله تعالى يقول : أنا جليس من ذكرني ؟ ما الذي استفدتم من مجالسة الحق سبحانه ، وسمعته يقول : سمعت الشبلي عبد الله بن موسى السلامي يقول : سمعت ينشد في مجلسه : الشبلي
ذكرتك لا أني نسيتك لمحة وأيسر ما في الذكر ذكر لساني وكدت بلا وجد أموت من الهوى
وهام على القلب بالخفقان فلما أراني الوجد أنك حاضري
شهدتك موجودا بكل مكان فخاطبت موجودا بغير تكلم
ولاحظت معلوما بغير عيان
أنه غير مؤقت بل ما من وقت من الأوقات إلا والعبد مأمور بذكر الله تعالى إما فرضا وإما ندبا ومن خصائص الذكر فقد لا تجوز في بعض الأوقات والذكر بالقلب مستدام في عموم الحالات ، قال الله تعالى : والصلاة وإن كانت أشرف العبادات الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم
[ ص: 377 ] سمعت الإمام أبا بكر بن فورك رحمه الله يقول : قياما بحق الذكر وقعودا عن الدعوى فيه ، سمعت الشيخ رحمه الله تعالى يسأل الأستاذ أبا عبد الرحمن السلمي أبا علي الدقاق فقال : الذكر أتم أم الفكر ؟ فقال الأستاذ أبو علي : ما الذي يقع للشيخ منه فقال الشيخ أبو عبد الرحمن : عندي الذكر أتم من الفكر ، لأن الحق سبحانه يوصف بالذكر ولا يوصف بالفكر وما وصف به الحق سبحانه أتم ما اختص به الخلق فاستحسنه الأستاذ أبو علي رحمه الله تعالى ،
سمعت الشيخ يقول : سمعت أبا عبد الرحمن السلمي محمد بن عبد الله يقول : سمعت يقول : لولا أن ذكره فرض علي لما ذكرته إجلالا له مثلي يذكره ولم يغسل فمه بألف توبة متقبلة عن ذكره ، الكتاني
سمعت الأستاذ أبا علي رحمه الله ينشد لبعضهم :
ما إن ذكرتك إلا هم يزجرني قلب وسرى وروحي عند ذكراكا
حتى كأن رقيبا منك يهتف بي إياك ويحك والتذكار إياك
أنه جعل في مقابلته الذكر قال الله تعالى : ومن خصائص الذكر فاذكروني أذكركم
وفي خبر أن جبريل عليه السلام قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى : يقول أعطيت أمتك ما لم أعط أمة من الأمم فقال : وما ذاك يا جبريل ؟ فقال : قوله تعالى : فاذكروني أذكركم لم يقل هذا لأحد غير هذه الأمة ،
وقيل : إن الملك يستأمر الذاكر في قبض روحه ،
وفي بعض الكتب أن موسى عليه السلام قال : يا رب أين تسكن ؟ فأوحى الله تعالى إليه في قلب عبدي المؤمن ومعناه سكون الذكر في القلب فإن الحق سبحانه وتعالى منزه عن كل سكون وحلول وإنما هو إثبات ذكر وتحصيل ،
سمعت يقول : سمعت محمد بن الحسين عبد الله بن علي يقول : سمعت [ ص: 378 ] فارسا يقول : سمعت الثوري يقول : سمعت وسألته عن الذكر فقال : غيبة الذاكر عن الذكر ثم أنشأ يقول : ذا النون المصري
لا لأني أنساك أكثر ذكراك ولكن بذاك يجري لساني
وقال ما من يوم إلا والجليل سبحانه ينادي : عبدي ما أنصفتني أذكرك وتنساني وأدعوك إلي وتذهب إلى غيري وأذهب عنك البلايا وأنت معتكف على الخطايا يا ابن سهل بن عبد الله : آدم ما تقول غدا إذا جئتني ،
وقال سلمان الداراني : إن في الجنة قيعانا فإذا أخذ الذاكر في الذكر أخذت الملائكة في غرس الأشجار فيها فربما يقف بعض الملائكة فيقال له : لم وقفت فيقال فتر صاحبي وقال الحسن : تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء في الصلاة والذكر وقراءة القرآن فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق وقال حامد الأسود : كنت مع إبراهيم الخواص في سفر فجئنا إلى موضع فيه حيات كثيرة فوضع ركوته وجلس وجلست فلما كان برد الليل وبرد الهواء خرجت الحيات فصحت بالشيخ فقال : اذكر الله تعالى فذكرت فرجعت ثم عادت فصحت به فقال : مثل ذلك فلم أزل إلى الصباح في مثل تلك الحالة فلما أصبحنا قام ومشى ومشيت معه فسقطت من وطائه حية عظيمة قد تطوقت به فقلت : ما أحسست بها فقال : لا منذ زمان ما بت ليلة أطيب من البارحة وقال من لم يذق وحشة الغفلة لم يجد طعم أنس الذكر ، أبو عثمان :
سمعت يقول : سمعت محمد بن الحسين عبد الرحمن بن عبد الله الذبياني يقول : سمعت يقول : سمعت الجريري يقول : سمعت الجنيد يقول : مكتوب في بعض الكتب التي أنزل الله تعالى إذا كان الغالب على عبدي ذكري عشقني وعشقته وبإسناده أنه أوحى الله تعالى إلى السري داود عليه السلام بي فافرحوا وبذكري فتنعموا [ ص: 379 ] وقال لكل شيء عقوبة وعقوبة العارف انقطاعه عن الذكر وفي الإنجيل اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب وارض بنصرتي لك فإن نصرتي لك خير لك من نصرتك لنفسك وقيل لراهب : أنت صائم فقال : صائم بذكره فإذا ذكرت غيره أفطرت وقيل : إذا تمكن الذكر من القلب فإن دنا منه الشيطان صرع كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان فتجتمع إليه الشياطين فيقولون ما لهذا فيقال قد مسه الإنس وقال سهل ما أعرف معصية أقبح من نسيان هذا الرب وقيل : الذكر الخفي لا يرفعه الملك لأنه لا اطلاع له عليه فهو سر بين العبد وبين الله عز وجل وقال بعضهم وصف لي ذاكر في أجمة فأتيته فبينا هو جالس إذا سبع عظيم ضربه ضربة واستلب منه قطعة فغشي عليه وعلي فلما أفاق قلت : ما هذا فقال : قيض الله هذا السبع علي فكلما دخلتني فترة عضني عضة كما رأيت ، النوري :
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن يقول : سمعت الحسين بن يحيى يقول : سمعت جعفر بن نصير يقول : سمعت يقول : كان بين أصحابنا رجل يكثر أن يقول الله الله فوقع يوما على رأسه جذع فانشج رأسه وسقط الدم فاكتتب على الأرض الله الله ، [ ص: 380 ] الجريري