باب الحياء قال الله تعالى : ألم يعلم بأن الله يرى
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس الحيري المزكي قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد النحوي ببغداد ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن الهيثم ، قال : حدثنا موسى بن حيان ، قال : حدثنا المقدسي ، عن عبيد الله بن عمرو ، عن نافع ، عن قال : ابن عمرو الحياء من الإيمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، قال : حدثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب ، قال : حدثنا قال : حدثنا يعلى بن عبيد ، عن أبان بن إسحاق ، الصباح بن محمد ، عن مرة الهمداني ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه : ابن مسعود ، استحيوا من الله حق الحياء ،
قالوا : إنا نستحي يا نبي الله والحمد لله ،
قال : ليس ذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى ، وليحفظ البطن وما حوى ، وليذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء " عن
سمعت الشيخ يقول أخبرنا أبا عبد الرحمن السلمي أبو نصر الوزيري قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد قال : حدثنا الغلابي قال : حدثنا عن أبيه قال : قال بعض الحكماء : أحيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه وسمعته يقول : سمعت محمد بن مخلد يقول : سمعت أبا بكر الرازي يقول العلم الأكبر الهيبة والحياء فإذا ذهبت الهيبة والحياء لم يبق فيه خير وسمعته يقول : سمعت ابن عطاء أبا الفرج الورثاني يقول : سمعت محمد بن أحمد بن يعقوب يقول : حدثني محمد بن عبد الملك قال : سمعت يقول : ذا النون المصري [ ص: 368 ] مع وحشة ما سبق منك إلى ربك تعالى وقال الحياء وجود الهيبة في القلب الحب ينطق والحياء يسكت والخوف يقلق وقال ذو النون : من تكلم في الحياء ولا يستحي من الله عز وجل فيما يتكلم به فهو مستدرج ، أبو عثمان :
سمعت أبا بكر بن أشكيب يقول : دخل الحسن بن الحداد على عبد الله بن منازل فقال : من أين تجيء فقال : من مجلس أبي القاسم المذكر فقال : فيما ذا كان يتكلم فقال : في الحياء فقال : عبد الله واعجباه من لم يستح من الله تعالى كيف يتكلم في الحياء ،
سمعت يقول : سمعت محمد بن الحسين أبا العباس البغدادي يقول : سمعت يقول : سمعت أحمد بن صالح محمد بن عبدون يقول : سمعت أبا العباس المؤدب يقول : قال إن الحياء والأنس يطرقان القلب ، السري
فإن وجدا فيه الزهد والورع حطا وإلا رحلا ،
وسمعته يقول : سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول : سمعت يقول : تعامل القرن الأول من الناس فيما بينهم بالدين حتى رق الدين ثم تعامل القرن الثاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء ثم تعامل القرن الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة ثم تعامل القرن الرابع بالحياء حتى ذهب الحياء ثم صار الناس يتعاملون بالرغبة والرهبة وقيل : في قوله تعالى : الجريري ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه البرهان أنها ألقت ثوبا على وجه صنم في زاوية البيت ، فقال يوسف : ماذا تفعلين فقالت : أستحي منه قال يوسف عليه السلام أنا أولى منك أن أستحي من الله تعالى ،
وقيل : فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قيل إنما استحيت منه لأنها كانت تدعوه إلى الضيافة فاستحيت أن لا يجيب في قوله تعالى : موسى عليه السلام فصفة المضيف الاستحياء وذلك استحياء الكرم ،
سمعت يقول : سمعت محمد بن الحسين عبد الله بن الحسين يقول : سمعت أبا محمد البلاذري يقول : سمعت أبا عبد الله العمري يقول : سمعت أحمد بن أبي الجواري يقول : سمعت أبا سلمان الداراني يقول : قال الله تعالى : [ ص: 369 ]
عبدي إنك ما استحييت مني أنسيت الناس عيوبك وأنسيت بقاع ذنوبك ومحوت من أم الكتاب زلاتك ولا أناقشك الحساب يوم القيامة وقيل : رئي رجل يلبي خارج المسجد فقيل له لا تدخل المسجد فتصلي فيه فقال : استحي منه أن أدخل بيته وقد عصيته وقيل : من علامات أن لا يرى بموضع يستحيا منه وقال بعضهم : خرجنا ليلة فمررنا بأجمة فإذا رجل نائم وفرس عند رأسه ترعى فحركناه وقلنا له ألا تخاف أن تنام في مثل هذا الموضع المخوف وهو مسبع فرفع رأسه وقال : أنا أستحي منه أن أخاف غيره ووضع رأسه ونام وأوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام عظ نفسك فإن اتعظت فعظ الناس وإلا فاستح مني أن تعظ الناس وقيل : حياء الجناية الحياء على وجوه : كآدم عليه السلام لما قيل له أفرار لا بل حياء منك وحياء التقصير كالملائكة يقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك وحياء الإجلال كإسرافيل عليه السلام تسربل بجناحه حياء من الله عز وجل وحياء الكرم كالنبي صلى الله عليه وسلم كان يستحي من أمته أن يقول اخرجوا فقال الله عز وجل : ولا مستأنسين لحديث وحياء حشمة كعلي رضي الله عنه حين سأل المقداد حتى سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حكم المذي لمكان رضي الله عنها وحياء الاستحقار فاطمة كموسى عليه السلام قال : إني لتعرض لي الحاجة من الدنيا فأستحي أن أسألك يا رب فقال الله عز وجل : سلني حتى ملح عجينك ، وعلف شاتك وحياء الإنعام هو حياء الرب سبحانه يدفع إلى العبد كتابا مختوما بعد ما عبر الصراط وإذا فيه فعلت ما فعلت ولقد استحييت أن أظهر عليك فاذهب فإني قد غفرت لك ، [ ص: 370 ]
سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق يقول في هذا الخبر إن قال : سبحان من يذنب العبد فيستحي هو منه ، يحيى بن معاذ
سمعت يقول : سمعت محمد بن الحسين عبد الله بن أحمد بن جعفر يقول : سمعت زنجويه اللباد يقول : سمعت علي بن الحسين الهلالي يقول : سمعت إبراهيم بن الأشعث يقول : سمعت يقول خمس من علامات الشقاء : القسوة في القلب وجمود العين وقلة الحياء والرغبة في الدنيا وطول الأمل وفي بعض الكتب : ما أنصفني عبدي يدعوني فاستحيي أن أرده ويعصيني فلا يستحيي مني وقال الفضيل بن عياض من استحيا من الله مطيعا استحيا الله تعالى منه وهو مذنب ، يحيى بن معاذ
قال الأستاذ واعلم أن فيقال الحياء ذوبان الحشا لاطلاع المولى ويقال الحياء انقباض القلب لتعظيم الرب وقيل : إذا جلس الرجل ليعظ الناس ناداه ملكاه عظ نفسك بما تعظ به أخاك وإلا فاستحيي من سيدك فإنه يراك ، الحياء يوجب التذويب
وسئل عن الحياء فقال : رؤية الآلاء ورؤية التقصير فيتولد من بينهما حالة تسمى الحياء وقال الجنيد الواسطي لم يذق لذعات الحياء من لابس خرق حد أو نقض عهد ،
وقال الواسطي أيضا المستحي يسيل منه العرق وهو الفضل الذي فيه وما دام في النفس شيء فهو مصروف عن الحياء ،
سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله يقول : سمعت الحياء ترك الدعوى بين يدي الله عز وجل يقول : سمعت محمد بن الحسين محمد بن عبد الله الصوفي 1 يقول : سمعت أبا العباس بن الوليد الزوزني يقول : سمعت محمد بن أحمد الجوزجاني يقول : سمعت أبا بكر الوراق يقول : ربما أصلي لله تعالى ركعتين فأنصرف عنهما وأنا بمنزلة من ينصرف عن السرقة من الحياء ، [ ص: 371 ]