الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنهم أبو صالح حمدون بن أحمد بن عمار القصار نيسابوري منه انتشر مذهب الملامتية بنيسابور ، صحب سلمان الباروسي وأبا تراب النخشبي، مات سنة إحدى وسبعين ومائتين.  

سئل حمدون متى يجوز للرجل أن يتكلم على الناس؟ فقال: إذا تعين عليه أداء فرض من فرائض الله تعالى في علمه، أو خاف هلاك إنسان في بدعة وهو يرجو أن ينجيه الله تعالى منها.

وقال من ظن أن نفسه خير من نفس فرعون فقد أظهر الكبر.  

وقال مذ علمت أن للسلطان فراسة في الأشرار ما خرج خوف السلطان من قلبي.

وقال: إذا رأيت سكرانا فتمايل لئلا تبغي عليه فتبتلى بمثل ذلك.

وقال عبد الله بن منازل: قلت لأبي صالح أوصني فقال: إن استطعت أن لا تغضب لشيء من الدنيا فافعل.

ومات صديق له وهو عند رأسه فلما مات أطفأ حمدون السراج فقالوا له [ ص: 77 ] في مثل هذا الوقت يزاد في السراج الدهن فقال لهم: إلى هذا الوقت كان الدهن له، ومن هذا الوقت صار الدهن للورثة.

وقال حمدون: من نظر في سير السلف عرف تقصيره وتخلفه عن درك درجات الرجال.  

وقال: لا تفش على أحد ما تحب أن يكون مستورا منك. [ ص: 78 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية