الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنهم أبو الحسين أحمد بن محمد النوري: بغدادي المولد والمنشأ بغوي الأصل،  صحب السري السقطي وابن أبي الحواري وكان من أقران الجنيد رحمه الله مات سنة خمس وتسعين ومائتين ، وكان كبير الشأن، حسن المعاملة واللسان.

قال النوري رحمه الله التصوف ترك كل حظ للنفس.  

وقال النوري أعز الأشياء في زمننا شيئان عالم يعمل بعلمه، وعارف ينطق عن حقيقة.

سمعت أبا عبد الله الصوفي يقول: سمعت أحمد بن محمد البردعي يقول: سمعت المرتعش يقول: سمعت النوري يقول: من رأيته يدعي مع الله حالة تخرجه عن حد العلم الشرعي فلا تقربن منه.  

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت الفرغاني يقول: سمعت الجنيد يقول منذ مات النوري لم يخبر عن حقيقة الصدق أحد.

وقال أبو أحمد المغازلي: ما رأيت أعبد من النوري قيل: ولا الجنيد قال: ولا الجنيد.

وقال النوري: كانت المراقع غطاء على الدر فصارت اليوم مزابل على جيف.

وقيل: كان يخرج كل يوم من داره ويحمل الخبز معه ثم يتصدق به في الطريق ويدخل مسجدا يصلي فيه إلى قريب من الظهر ثم يخرج ويفتح باب حانوته ويصوم ، فكان أهله يتوهمون أنه يأكل في السوق وأهل السوق يتوهمون أنه يأكل في بيته، بقي على هذا في ابتدائه عشرين سنة. [ ص: 84 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية