[ ص: 363 ] حديث : { أن الملك الذي رآه  عبد الله بن زيد  في المنام كان قائما   } أبو داود  من حديث  شعبة  عن  عمرو بن مرة  عن  ابن أبي ليلى  قال : أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال ، حدثنا أصحابنا { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لقد أعجبني أن تكون صلاة المسلمين واحدة فذكر الحديث فجاء رجل من الأنصار  فقال : يا رسول الله ، إني رجعت لما رأيت من اهتمامك ، فرأيت رجلا عليه ثوبان أخضران ، فقام على المسجد فأذن ، ثم قعد ، ثم قام فقال : مثلها إلا أنه يقول : قد قامت الصلاة   } - الحديث - ورواه  الدارقطني  من حديث  الأعمش  عن  عمرو بن مرة  عن  ابن أبي ليلى  عن  معاذ بن جبل  به ، ورواه  أبو الشيخ  في كتاب الأذان من طريق  يزيد بن أبي زياد  عن عبد الرحمن  ، عن  عبد الله بن زيد  قال : { لما كان الليل قبل الفجر غشيني النعاس ، فرأيت رجلا عليه ثوبان أخضران ، وأنا بين النائم واليقظان ، فقام على سطح المسجد فجعل أصبعيه في أذنيه ، ونادى . . .   }فذكر الحديث بطوله ، وهذا حديث ظاهره الانقطاع . قال  المنذري    : إلا أن قوله في رواية أبي داود    : حدثنا أصحابنا إن أراد به الصحابة فيكون مسندا ، وإلا فهو مرسل . قلت : في رواية  أبي بكر بن أبي شيبة  ،  وابن خزيمة   والطحاوي   والبيهقي  ثنا أصحاب محمد  ، فتعين الاحتمال الأول ، ولهذا صححها  ابن حزم  وابن دقيق العيد    . 
( فائدة ) ذكر  الفوراني  والغزالي    : { أن  عبد الله بن زيد  سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن له في الأذان مرة واحدة فأذن الظهر   } ، قال النووي    : هذا باطل وهو كما قال ، وعند  عبد الرزاق  من حديث  سعيد بن المسيب  ، عن  عبد الله بن زيد  في قصة الرؤيا فبلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بالتأذين لكن يحمل ذلك على  [ ص: 364 ] أن المأمور  بلال  ، فلا ينتهض لما ذكراه ، وأيضا ففي إسناده أبو جابر البياضي  وهو كذاب . قوله : { كان  بلال  وغيره من مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذنون قياما   } ، أما قيام  بلال    : فثابت في الصحيحين من حديث  ابن عمر  ففيه : { قم يا  بلال  ، فناد بالصلاة   }. وفي الاستدلال به نظر ، لأن معناه اذهب إلى موضع بارز فناد فيه ، قال النووي    : وعند  النسائي  من حديث أبي محذورة    : { أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علمه الأذان قال له : قم فأذن بالصلاة   }والاستدلال به كالذي قبله ، وعند أبي داود  من طريق عروة  ، عن امرأة من بني النجار  قالت : { كان بيتي أطول بيت حول المسجد ، فكان  بلال  يؤذن عليه الفجر ، فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينتظر الفجر ، فإذا رآه تمطأ   }. وقال  ابن المنذر    : أجمع كل من يحفظ عنه العلم أن السنة أن يؤذن المؤذن قائما  قال : وروينا عن أبي زيد الأنصاري  الصحابي أنه أذن وهو قاعد ، قال : وثبت أن  ابن عمر  كان يؤذن على البعير ، وينزل فيقيم ، وسيأتي حديث  وائل بن حجر  قريبا - إن شاء الله تعالى - . قوله : وينبغي أن يستقبل القبلة  لما قدمناه ، قال إسحاق  في مسنده : ثنا  أبو معاوية  عن  الأعمش  عن  عمرو بن مرة  عن  عبد الرحمن بن أبي ليلى  قال : { جاء  عبد الله بن زيد  فقال : يا رسول الله ، إني رأيت رجلا نزل من السماء ، فقام على جذم حائط ، فاستقبل القبلة   }. فذكر الحديث ، وفي الكامل لابن عدي  من طريق عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ  ، حدثني أبي عن آبائه : { أن  بلالا  كان إذا كبر بالأذان استقبل القبلة   }. ورواه  الحاكم  في المستدرك من طريق  [ ص: 365 ] عبد الله بن عمار بن سعد القرظ  عن أبيه عن جده نحوه . 
				
						
						
