الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
207 - ( 11 ) - حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم تيمم بضربتين مسح بإحداهما وجهه . }وحديث { أنه تيمم فمسح وجهه وذراعيه }. هذا كله موجود في حديث ابن عمر ، رواه أبو داود بسند ضعيف ، ولفظه : { مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم في سكة من السكك ، وقد خرج من غائط ، أو بول ، فسلم عليه ، فلم يرد عليه ، حتى كاد الرجل يتوارى في السكك ، فضرب بيده على الحائط ومسح بها وجهه ، ثم ضرب ضربة أخرى فمسح ذراعيه ، ثم رد على الرجل السلام }الحديث . زاد أحمد بن عبيد الصفار في مسنده من هذا الوجه : { فمسح ذراعيه إلى المرفقين }ومداره على محمد بن ثابت ، وقد ضعفه ابن معين ، وأبو حاتم ، والبخاري ، وأحمد ، وقال أحمد والبخاري : ينكر عليه حديث التيمم - يعني هذا - ، زاد البخاري : خالفه أيوب ، وعبيد الله ، والناس فقالوا : عن نافع ، عن ابن عمر فعله . وقال أبو داود : لم يتابع أحد ، محمد بن ثابت في هذه القصة على ضربتين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورووه من فعل ابن عمر ، وقال الخطابي : لا يصح لأن محمد بن ثابت ضعيف جدا . قلت : لو كان محمد بن ثابت حافظا ، ما ضره وقف من وقفه على طريقة أهل الفقه ، والله أعلم .

[ ص: 267 ] وقد قال البيهقي : رفع هذا الحديث غير منكر ; لأنه رواه الضحاك بن عثمان ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا إلا أنه لم يذكر التيمم ، ورواه ابن الهاد ، عن نافع فذكره بتمامه ; إلا أنه قال : مسح وجهه ويديه ، والذي تفرد به محمد بن ثابت في هذا ذكر الذراعين .

( تنبيه ) استدل الرافعي بهذا الحديث على أن التراب لا يجب أن يصل به إلى منابت الشعر ، للاقتصار على الضربة الواحدة ، ويغني عن هذا الحديث حديث عمار في الصحيحين ففيه : { أنه تيمم بضربة واحدة }.

التالي السابق


الخدمات العلمية