4259 - محمد تفد نفسك كل نفس . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقوله: قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا في وجه، أي: لتفد، وليقيموا، ولذلك جزم الفعل في جوابه في قوله: "يغفر" وكذلك قولهم: "اتقى الله امرؤ فعل خيرا يثب عليه"، تقديره: ليتق الله. وقال الأخفش: "إن "تؤمنون" عطف بيان لتجارة". وهذا لا يتخيل إلا بتأويل أن يكون الأصل: أن تؤمنوا فلما حذف "أن" ارتفع الفعل كقوله: [ ص: 320 ]
4260- ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأصل: أن أحضر. وكأنه قيل: هل أدلكم على تجارة منجية: إيمان وجهاد. وهو معنى حسن لولا ما فيه من التأويل. وعلى هذا فيجوز أن يكون بدلا من تجارة. وقال الفراء : هو مجزوم على جواب الاستفهام وهو قوله: "هل أدلكم" واختلف الناس في تصحيح هذا القول: فبعضهم غلطه. قال الزجاج: ليسوا إذا دلهم على ما ينفعهم يغفر لهم، إنما يغفر لهم إذا آمنوا وجاهدوا، يعني أنه ليس مرتبا على مجرد الاستفهام ولا على مجرد الدلالة. وقال المهدوي: إنما يصح حملا على المعنى: وهو أن يكون "يؤمنون" ويجاهدون عطف بيان على قوله: "هل أدلكم" كأن التجارة لم يدر ما هي؟ فبينت بالإيمان والجهاد، فهي هما في المعنى فكأنه قيل: هل تؤمنون وتجاهدون؟ قال: فإن لم تقدر هذا التقدير لم يصح; لأنه يصير: إن دللتم يغفر لكم. والغفران إنما يجب بالقبول والإيمان لا بالدلالة. وقال الزمخشري قريبا منه أيضا. وقال أيضا: "إن "تؤمنون" استئناف، كأنهم قالوا: كيف نعمل؟ فقال: تؤمنون". وقال ابن عطية: "تؤمنون فعل مرفوع، تقديره: ذلك [ ص: 321 ] أنه تؤمنون"، فجعله خبرا لـ "أن"، وهي وما في حيزها خبر لمبتدأ محذوف. وهذا محمول على تفسير المعنى لا تفسير الإعراب، فإنه لا حاجة إليه.


