الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (39) قوله: هي المأوى : إما: هي المأوى له، أو هي مأواه، وقامت أل مقام الضمير، وهو رأي الكوفيين. وقد تقدم لك تحقيق هذا الخلاف والرد على قائله بقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4497- رحيب قطاب الجيب منها رفيقة بجس الندامى بضة المتجرد



                                                                                                                                                                                                                                      إذا لو كانت أل عوضا من الضمير لما جمع بينهما في هذا البيت. ولا بد من أحد هذين التأويلين في الآية الكريمة لأجل العائد من الجملة الواقعة خبرا إلى المبتدأ. والذي حسن عدم ذكر العائد كون الكلمة وقعت رأس فاصلة. وقال الزمخشري : "والمعنى: فإن الجحيم مأواه، كما تقول للرجل: "غض الطرف" وليس الألف واللام بدلا من الإضافة، ولكن لما علم أن الطاغي هو صاحب المأوى، وأنه لا يغض الرجل طرف غيره، تركت الإضافة، ودخول الألف واللام في "المأوى" والطرف للتعريف لأنهما معروفان". [ ص: 683 ] قال الشيخ : "وهو كلام لا يتحصل منه الرابط العائد على المبتدأ، إذ قد نفى مذهب الكوفيين، ولم يقدر ضميرا كما قدره البصريون، فرام حصول الرابط بلا رابط". قلت: قوله: "ولكن لما علم" إلى آخره هو عين قول البصريين، ولا أدري كيف خفي عليه هذا؟

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية