الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (43) قوله: لم نك من المصلين : هذا هو الدال على فاعل سلكنا كذا الواقع جوابا لقول المؤمنين لهم: ما سلككم؟ التقدير: سلكنا عدم صلاتنا وكذا وكذا. وقال أبو البقاء : "هذه الجملة سدت مسد الفاعل وهو جواب ما سلككم"، ومراده ما قدمته. وإن كان في عبارته عسر.

                                                                                                                                                                                                                                      وأدغم أبو عمرو "سلككم" وهو نظير مناسككم وقد تقدم [ ص: 556 ] ذلك في البقرة. وقوله "ما سلككم" يجوز أن يكون على إضمار القول، وذلك القول في موضع الحال، أي: يتساءلون عنهم، قائلين لهم: ما سلككم؟ وقال الزمخشري : فإن قلت: كيف طابق قوله "ما سلككم" وهو سؤال المجرمين قوله "يتساءلون عن المجرمين" وهو سؤال عنهم، وإنما كان يتطابق ذلك لو قيل: يتساءلون المجرمين ما سلككم؟ قلت: قوله "ما سلككم" ليس ببيان للتساؤل عنهم، وإنما هي حكاية قول المسؤولين عنهم; لأن المسؤولين يلقون إلى السائلين ما جرى بينهم وبين المجرمين فيقولون: قلنا لهم ما سلككم؟

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية