الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 119 - 120 ] وهل ينتظر في البر وعليه الأكثر ؟ أو ينجز كالحنث ؟ تأويلان

التالي السابق


( وهل ينتظر ) بضم التحتية وفتح الظاء المعجمة أي يمهل الحالف ، ولا ينجز عليه الطلاق ( في ) صيغة ( البر ) كقوله أنت طالق إن أمطرت السماء غدا ( وعليه ) أي الانتظار ( الأكثر ) من شارحيها ( أو ينجز ) بضم المثناة تحت وفتح النون والجيم مشددة الطلاق في البر ( ك ) تنجيزه في ( الحنث تأويلان ) محلهما إذا حلف لا لعادة وقيد بزمن قريب كدون سنة . وأما إن حلف لعادة فينتظر ، أو قيد بزمن بعيد فينجز عليه لأنه لا بد أن تمطر في الأجل البعيد ، والظاهر أن السنة زمن بعيد في صيغتي البر والحنث فينجز عليه إن قيد بها في صيغة البر ، ولا ينجز عليه إن قيد بها في صيغة الحنث لأنه يندر بل يستحيل عادة ببلدنا ، ونحوها أن تمضي سنة ولا يحصل مطر فيها ، بل ينبغي أن تكون الأشهر التي لا يتخلف المطر فيها عادة كالتقييد بزمن بعيد فيفترق فيها صيغة البر والحنث .

اللخمي إن قال أنت طالق إن أمطرت السماء كانت طالقا الساعة لأن السماء لا بد أن تمطر في زمن ما وكذا إن ضرب أجلا عشر أو خمس سنين . ا هـ . طفى إنما محل التأويل إذا حلف لا لعادة وضرب الأجل القريب كأنت طالق إن أمطرت السماء غدا أو في هذا الشهر ، ومن تأكد كلام اللخمي وما نقله في توضيحه اتضح له ما قلنا ، وعليه شرح من يعتد به من شراحه .




الخدمات العلمية