الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3294 135 - حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا هشام، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كان رجل يسرف على نفسه، فلما حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا! فلما مات فعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه - ففعلت، فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب خشيتك! فغفر له. وقال غيره: مخافتك يا رب.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " فكان رجل مسرف على نفسه "

                                                                                                                                                                                  وعبد الله بن محمد هو المعروف بالمسندي، وهشام هو ابن يوسف الصنعاني وكان قاضيها.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ثم ذروني) بفتح الذال وتخفيف الراء؛ أي اتركوني، وهو أمر من يذر، والعرب أماتوا ماضيه. وفي رواية الكشميهني " ثم أذروني " بفتح الهمزة في أوله، من أذرت الريح الشيء إذا فرقته بهبوبها.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فوالله لئن قدر علي) قد مضى معناه عن قريب.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فعل به ذلك)؛ أي: الذي أوصى به الرجل.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وقال غيره)، المراد من لفظ الغير هو عبد الرزاق، فإن هشاما روى عن معمر عن الزهري بلفظ: " خشيتك "، وروى عبد الرزاق عن معمر بلفظ " مخافتك " بدل " خشيتك " ومعناهما واحد، وبقية معاني ألفاظ الحديث قد مرت عن قريب.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية