الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6354 - كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان - هب) عن ابن عباس - ض).

التالي السابق


(كل معروف صدقة ) قال القاضي : المعروف - في اصطلاح الشارع - ما عرف حسنه بالشرع، وبإزائه المنكر، وهو ما أنكره وحرمه. وقال الراغب : المعروف اسم لكل ما عرف حسنه بالشرع والعقل معا، ويطلق على الاقتصاد لثبوت النهي عن السرف. وقال ابن أبي جمرة : يطلق المعروف على ما عرف بأدلة الشرع إنه من عمل البر، جرت به العادة أم لا. (والدال على الخير كفاعله والله يحب إغاثة اللهفان) أي المتحير في أمره، الحزين، المسكين.

[تنبيه] قال الماوردي : المعروف نوعان: قول، وعمل، فالقول طيب الكلام، وحسن البشر، والتودد بجميل القول، والباعث عليه حسن الخلق، ورقة الطبع، لكن لا يسرف فيه فيكون ملقا مذموما، وإن توسط واقتصد فهو بر محمود، وفي منثور الحكم : (من قل حياؤه قل أحباؤه). والعمل بذل الجاه، والإسعاف بالنفس، والمعونة في النائبة، والباعث عليه حب الخير للناس، وإيثار الصلاح لهم، وليس في هذه الأمور سرف، ولا لغايتها حد، بخلاف الأولى فإنها وإن كثرت أفعال تعود بنفعين، نفع على فاعلها في اكتساب الأجر وجميل الذكر، ونفع على المعان بها في التخفيف والمساعدة، فلذلك سماه هنا صدقة .

(هب عن ابن عباس )، وفيه طلحة بن عمرو ، أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: قال أحمد : متروك، وقال الحافظ العراقي : رواه الطبراني في المستجاد من رواية الحجاج بن أرطاة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه، عن جده، والحجاج ضعيف، وقد جاء مفرقا في أخبار أخر.




الخدمات العلمية