الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7730 - ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ، وإياكم وهيشات الأسواق (م 4) عن ابن مسعود . (صح)

التالي السابق


(ليلني) بكسر اللامين وخفة النون من غير ياء قبل النون ، وبإثباتها مع شدة النون على التأكيد ، وقال النووي : بكسر اللام وتخفيف النون من غير ياء قبلها ، ويجوز إثبات الياء مع تشديد النون على التأكيد ، وقال الطيبي : حق هذا [ ص: 397 ] اللفظ أن يحذف منه الياء ، لأنه على صيغة الأمر ، وقد وجد بإثبات الياء وسكونها في سائر كتب الحديث ، والظاهر أنه غلط (منكم) أي ليدنوا مني منكم (أولو الأحلام والنهى) بضم النون ، جمع نهية ، وهي العقل الناهي عن القبائح ، والأحلام جمع حلم بالضم ، وهو ما يراه النائم ، تقول: منه حلم بالفتح واحتلم ، غلب استعماله فيما يراه النائم من دلالة البلوغ ، فدلالته على البلوغ التزامية ، فلا يلزم كون المراد هنا: ليلني البالغون ليكون مجازا لاستعماله في لازم معناه ، لجواز إرادة حقيقته ويعلم منه المقصود ، لأنه إذا أمر أن يليه من اتصف بملزوم البلوغ ، علم أن المراد أن يليه البالغون ، ولو قيل: إن البلوغ نفس الاحتلام أو بلوغ سن مخصوص ، كان إرادتهم باللفظين حقيقيا لا مجازيا ، وفي تفسير الأحلام بالعقول لزوم التكرار في الحديث بلا ضرورة ، فليجتنب ، ذكره العلامة ابن الهمام (ثم الذين يلونهم) أي يقربون منهم في هذا الوصف كالمراهقين (ثم الذين يلونهم) كالصبيان المميزين ، ثم الذين يلونهم كالنساء ، لأن نوع الذكر أشرف (ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم) بالنصب (وإياكم وهيشات) بفتح الهاء وسكون التحتية وإعجام الشين (الأسواق) أي مختلطاتها وجماعاتها والمنازعات واللغط فيها ، فاحذروها ، جمع هيشة ، وهي الفتنة والاضطراب ، والمعنى لا تكونوا مختلطين اختلاط أهل الأسواق ، فلا يتميز الذكور عن الإناث ولا الصبيان عن البالغين

(م 4) في الصلاة (عن ابن مسعود ) ولم يخرجه البخاري ، لكن قال الترمذي في العلل أنه سأل عنه البخاري فقال: أرجو أن يكون محفوظا ، قال الحاكم : وهو على شرطه.



الخدمات العلمية