الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7587 - ليس أحد أحب إليه المدح من الله ، ولا أحد أكثر معاذير من الله (طب) عن الأسود بن سريع. (صح)

التالي السابق


(ليس) وفي رواية ما (أحد أحب إليه المدح) أي الثناء بالجميل (من الله) أي أنه يحب المدح من عباده ليثيبهم على مدحهم الذي هو بمعنى الشكر والاعتراف بالعبودية للواحد الخالق المنعم القهار ، فإذا كان الأشخاص المعلولون المربوبون المذنبون المقصرون يحبون المدح ، فالذي يستحقه أولى وأحق ، تبارك الممدوح في أوصافه ، المحمود على أفعاله ، المنعم على عباده ، البر الرؤوف الرحيم ، قال في التنقيح: فهم النووي منه أن يقال: مدحت الله ، وليس صريحا ، لاحتمال كون المراد أنه تعالى يحب أن يمدح غيره ، لا أن المراد يحب أن يمدحه غيره (ولا أحد أكثر معاذير من الله) جمع بين محبة المدح والعذر الموجبين لكمال الإحسان ، وبين أنه لا يؤاخذ عبيده بما ارتكبوه حتى يعذر إليهم المرة بعد الأخرى ، ولأجل ذلك أرسل رسله وأنزل كتبه إعذارا وإنذارا ، وهذا غاية المجد والإحسان ، ونهاية الكمال والامتنان ، فهو لا يسرع بإيقاع العقوبة من غير إعذار منه ، ومن غير قبول للعذر ممن اعتذر إليه ، وفيه دلالة على كرم الله وقبوله عذر عباده ، فقد بسط عذرهم ، ودلهم على موضع التملق له ، وعرفهم أنه يقيل عثراتهم ، ويعفو عن زلاتهم ، ويتجاوز عن سقطاتهم

(طب عن الأسود بن سريع) ظاهر اقتصاره على عزوه للطبراني أنه لا يوجد مخرجا لأحد من الستة ، فإن أراد باللفظ فمسلم وإلا فممنوع ، فقد رواه البخاري في التوحيد ، ومسلم في اللعان بلفظ: لا أحد أحب إليه المدحة من الله عز وجل ، ومن أجل ذلك وعد الله الجنة ، ولا أحد أحب إليه العذر من الله ، ومن أجل ذلك بعث المنذرين والمبشرين اه. وفي مسلم في التوبة من حديث ابن [ ص: 362 ] مسعود: ليس أحد أحب إليه المدح من الله ، من أجل ذلك مدح نفسه ، وليس أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ، وليس أحد أحب إليه العذر من الله ، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل ، اه بنصه.



الخدمات العلمية