الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6831 - كان خلقه القرآن (حم م د) عن عائشة. (صح)

التالي السابق


(كان خلقه) بالضم ، قال الراغب: هو والمفتوح الخاء بمعنى واحد ، لكن خص المفتوح بالهيئات والصور المبصرة ، والمضموم بالسجايا والقوى المدركة بالبصيرة ، ثم قيل للمضموم غريزي (القرآن) أي ما دل عليه القرآن من أوامره ونواهيه ووعده ووعيده إلى غير ذلك ، وقال القاضي: أي خلقه كان جميع ما حصل في القرآن ، فإن كل ما استحسنه وأثنى عليه ودعا إليه فقد تحلى به ، وكل ما استهجنه ونهى عنه تجنبه وتخلى عنه ، فكان القرآن بيان خلقه ، انتهى. وقال في الديباج: معناه العمل به والوقوف عند حدوده والتأدب بآدابه والاعتبار بأمثاله وقصصه وتدبيره وحسن تلاوته ، وقال السهروردي في عوارفه: وفيه رمز غامض وإيماء خفي إلى الأخلاق الربانية ، فاحتشم الراوي الحضرة الإلهية أن يقول: كان متخلقا بأخلاق الله تعالى ، فعبر الراوي عن المعنى بقوله: كان خلقه القرآن استحياء من سبحات الجلال ، وسترا للحال بلطف المقال ، وذا من نور العقل وكمال الأدب ، وبذلك عرف أن كمالات خلقه لا تتناهى كما أن معاني القرآن لا تتناهى ، وأن التعرض لحصر جزئياتها غير مقدور للبشر ، ثم ما انطوى عليه من جميل الأخلاق لم يكن باكتساب ورياضة ، وإنما كان في أصل خلقته بالجود الإلهي والإمداد الرحمني الذي لم تزل تشرق أنواره في قلبه إلى أن وصل لأعظم غاية وأتم نهاية

(حم م د عن عائشة) ووهم الحاكم حيث استدركه .




الخدمات العلمية