الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6866 - كان مما يقول للخادم: ألك حاجة؟ (حم) عن رجل. (ح)

التالي السابق


(كان مما يقول للخادم: ألك حاجة؟ ) أي كان كثيرا ما يقول ذلك. قال عياض عن ثابت قال: كأنه يقول هذا من شأنه ودأبه ، فجعل "ما" كناية عن ذلك ، وعن بعضهم: أن معنى "ما" هنا "ربما" ، و "ربما" تأتي للتكثير اه. قال القرطبي: وهذا كلام جملي لم يحصل منه بيان تفصيلي ، فإن هذا الكلام من السهل جملة الممتنع تفصيلا ، وبيانه أن اسم "كان" مستتر فيها يعود على النبي صلى الله عليه وسلم ، وخبرها في الجملة بعدها ، وذلك أن "ما" بمعنى "الذي" وهي مجرورة بــ "من" ، وصلتها "يقول" ، والعائد محذوف ، والمحذوف خبر المبتدإ والتقدير: كان من جملة القول الذي يقوله هذا القول ، ويجوز أن تكون مصدرية والتقدير: كان النبي صلى الله عليه وسلم من جملة قوله ألك إلخ ، ومن الوجهين استفهام محلي قال: وأبعد ما قيل فيها قول من قال إن "من" بمعنى "ربما" ، إذ لا يساعده اللسان ولا يلتئم - مع تكلفه -الكلام اه. وقال ابن حجر: لا اتجاه لقول الكرماني في نحو: "ما" موصول أطلق على من يعقل مجازا ، لتصريحهم بأن "من" إذا وقع بعدها "ما" كانت بمعنى "ربما" ، وهي تطلق على الكثير كالقليل ، وفي كلام سيبويه تصريح به في مواضع. قال ابن عربي: قد خص المصطفى صلى الله عليه وسلم برتبة الكمال في جميع أموره ومنها الكمال في العبودية ، فكان عبدا صرفا لم يقم بذاته ربانية على أحد ، وهي التي أوجبت له السيادة على كل أحد ، وهي الدليل على شرفه على الدوام

(حم عن رجل) خادم له صلى الله عليه وسلم ، رمز المصنف لحسنه. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح اه. ثم اعلم أن قول المصنف (عن رجل) من تصرفه ، والذي في مسند أحمد عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم رجل أو امرأة ، كذا قال ، فأبدله المصنف برجل فوهم ، بل لو لم يقل رجل أو امرأة كان قول المصنف رجل خطأ ؛ لأن الخادم يطلق على الذكر والأنثى كما صرح به غير واحد من أهل اللغة ، ثم إن هذا ليس هو الحديث بكماله ، بل له عند مخرجه أحمد تتمة ، ولفظه: كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يقول للخادم: ألك حاجة ؟ حتى كان ذات يوم قال: يا رسول الله حاجتي ، قال: وما حاجتك ؟ قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة ، قال: من دلك على هذا؟ قال: ربي عز وجل ، قال: أما لا بد فأعني بكثرة السجود ، قال الزين العراقي: رجاله رجال الصحيح .



الخدمات العلمية