الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7209 - لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس (ق ن) عن أبي هريرة. (صح)

التالي السابق


(لأن يأخذ أحدكم حبله) في رواية: أحبله بالجمع ، وفي رواية: حبلا (ثم يغدو) أي يذهب (إلى الجبل) محل الحطب (فيحتطب) بتاء الافتعال ، وفي مسلم: فيحطب بغير تاء ، أي يجمع الحطب (فيبيع) ما احتطبه (فيأكل) من ثمنه (ويتصدق) بواو العطف ليدل على أنه يجمع بين البيع والصدقة ، وبالفاء في الأولين لأن الاحتطاب يكون عقب الغدو ، والبيع يكون عقب الاحتطاب ، فهو (خير له) ليست "خير" هنا أفعل تفضيل ، بل من قبيل أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا (من أن يسأل الناس) أي من سؤال الناس أمرا دنيويا أعطوه أو منعوه ، وإن كان الاكتساب بعمل شاق كالاحتطاب ، لثقل المنة أو ذل الخيبة ، وفي رواية للبخاري بدل ما ذكر: خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه اه. وهذا حث على التعفف وتفضيل الكسب والسبب على البطالة ، وجمهور المحققين - كابن جرير وأتباعه - على أن السبب لا ينافي التوكل ، حيث كان الاعتماد على الله لا على السبب ، فإن احتاج ولم يقدر على كسب لائق جاز ، بشرط أن لا يذل نفسه ، ولا يلح ، ولا يؤذي المسؤول ، فإن فقد شرط منها حرم اتفاقا

(ق ن عن أبي هريرة) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ، لأن.... إلخ ، هذا لفظ البخاري.



الخدمات العلمية