الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7429 - لو أهدي إلي كراع لقبلت ، ولو دعيت عليه لأجبت (حم ت حب) عن أنس. (صح)

التالي السابق


(لو أهدي إلي كراع) كغراب: ما دون الركبة إلى الساق من نحو شاة أو بقرة (لقبلت) ولم أرده على المهدي وإن كان حقيرا ، جبرا لخاطره (ولو دعيت إليه) أي لو دعاني إنسان إلى ضيافة كراع غنم (لأجبت) لأن القصد من قبول الهدية وإجابة الدعوى تأليف الداعي وإحكام التحابب ، وبالرد يحدث النفور والعداوة ، ولا أحتقر قلته ، والكراع أيضا: موضع بين الحرمين ، قال الطيبي: فيحتمل أن المراد بالثاني الموضع ، فيكون مبالغة لإجابة الدعوى اه. وقال غيره: كان عليه السلام ناظرا إلى الله معرضا عما سواه ، يرى جميع الأشياء به ، والعطاء والمنع منه ، والمعنى: لو أهدي إلي ذراع لقبلت ، لأنه من الله ، إذ هو على بساطه ليس معه غيره ، وقوله "لو دعيت عليه لأجبته" معناه أنه يناجيه فلا يسمع غيره داعيا ، فقبوله منه تعالى وإجابته إياه ، لأنه معه لا يسمعه غيره ، قال ابن حجر: وأغرب في الإحياء ، فذكر الحديث بلفظ كراع الغنم ، ولا أصل لهذه الزيادة ، وفيه حسن خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وحسن تواضعه ، وجبره للقلوب بإجابة الداعي وإن قل الطعام المدعو إليه جدا ، والحث على المواصلة والتحابب

(حم ت حب عن أنس) ورواه البخاري عن أبي هريرة في مواضع النكاح وغيره بلفظ: لو دعيت إلى كراع لأجبت ، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت.



الخدمات العلمية