الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7692 - ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف شرف كبيرنا (حم ت ك) عن ابن عمرو . (صح)

التالي السابق


(ليس منا) يعني من أهل الكمال منا (من لم يرحم صغيرنا) يعني الصغير من المسلمين ، بالشفقة عليه والإحسان إليه (ويعرف شرف كبيرنا) بما يستحقه من التعظيم والتبجيل ، وعليك برحمة الخلق أجمعين ومراعاتهم كيفما كانوا ، فإنهم عبيد الله وإن عصوا ، وخلق الله وإن فضل بعضهم على بعض ، فإنك إذا فعلت نجح سعيك وسما جدك ، قال الحافظ العراقي : ويؤخذ من قوله: "شرف كبيرنا" أنه إنما يستحق الكبير الإكرام إذا كان له شرف بعلم أو صلاح ، ونسب زكي كالشرف ، ويحتمل أن التعمير في الإسلام شرف ، لقوله في الحديث المار: خير الناس من طال عمره وحسن عمله ، نعم إن كان شيخا سيء العمل فلا يستحق الإكرام ، لقوله في بقية الحديث: وشر الناس من طال عمره وساء عمله ، لكن يجيء في حديث: ما من شاب أكرم شيخا لسنه ، إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه ، فظاهر الإكرام أنه للسن بغير قيد

(حم ت ك عن ابن عمرو) بن العاص، ورواه عنه أيضا أبو داود ، قال في الرياض: حديث صحيح ، وقال الحاكم : على شرط مالك ، وأقره الذهبي ، وقال العراقي : سنده حسن ، وظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجا لأعلى ممن ذكر ، وليس كذلك ، فقد خرجه سلطان الفن في الأدب ، فكان ينبغي ذكره معهم.



الخدمات العلمية