الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7774 - ما أتقاه! ما أتقاه! ما أتقاه! راعي غنم على رأس جبل يقيم فيها الصلاة (طب) عن أبي أمامة . (ح)

التالي السابق


(ما أتقاه ما أتقاه ما أتقاه) أي ما أكثر تقوى عبد مؤمن ، وكرره لمزيد التأكيد ، والحث على الاقتداء بهديه واتباع سيرته (راعي غنم على رأس جبل يقيم فيها الصلاة) يشير به إلى فضل العزلة والوحدة ، وقد درج على ذلك جمع من السلف ، قيل لرجل: ما بقي مما يتلذذ به ؟ قال: سرداب أخلو فيه ولا أرى أحدا ، وقال قاسم الجرعي: السلامة كلها في العزلة ، والفرح كله بالله في الخلوة ، وقال ابن العربي : العزلة قسمان: عزلة المريدين ، وهي بالأجساد عن مخالطة الأغيار ، وعزلة المحققين ، وهي بالقلوب عن الأكوان ، فليست قلوبهم مجالا لشيء سوى العلم بالله ، الذي هو شاهد الحق فيها ، وللمعتزلين نيات ثلاثة: نية اتقاء شر الناس ، ونية اتقاء شره المتعدي إلى الغير ، وهو أرفع من الأول ، فإن في الأول سوء الظن بالناس ، وفي الثاني سوء الظن بنفسه ، ونية إيثار صحبة المولى من جانب الملإ الأعلى ، وأعلى الناس من اعتزل عن نفسه إيثارا لصحبة ربه على غيره ، فمن آثر العزلة على المخالطة ، فقد آثر ربه على غيره ، ومن آثر ربه لم يعرف أحد ما يعطيه الله من المواهب ، ولا تقع العزلة في القلب إلا من وحشة تطرأ عليه من المعتزل عنه وأنس بالمعتزل إليه ، وهو الذي يسوقه إلى العزلة ، وأرفع أحوال العزلة الخلوة ، فإن الخلوة عزلة في العزلة

(طب عن أبي أمامة ) قال الهيثمي : فيه عفير بن معدان ، وهو مجمع على ضعفه اه. وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه.



الخدمات العلمية