الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7828 - ما أعطيت أمة من اليقين أفضل مما أعطيت أمتي ( الحكيم ) عن سعيد بن مسعود الكندي. (ض)

التالي السابق


(ما أعطيت أمة من اليقين) أي ما ملأ الله قلوب أمة نورا شرح به صدورها لمعرفته تعالى ، ومجاهدة أنفسهم على سبيل الاستقامة عليها ، بحيث تصير الآخرة لهم كالمعاينة (أفضل مما أعطيت أمتي) ولا مساويا لها ، فإن الأولين لم ينالوا ذلك إلا الواحد بعد الواحد ، وقد حبا الله سبحانه هذه الأمة بمزيد التأدب ، وقرب منازلهم غاية التقرب ، وسماهم في التوراة صفوة الرحمن ، وفي الإنجيل حلماء علماء أبرارا أتقياء ، كأنهم من الفقه أنبياء ، فالفضل الذي أعطيته هذه الأمة: النور الذي به انكشف الغطاء عن قلوبهم ، حتى صارت الأمور لهم معاينة قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم قالوا: واليقين يتفاوت على ثلاث مراتب: علم اليقين ، وعين اليقين ، وحق اليقين ، فعلم اليقين: ما كان من طريق النظر والاستدلال ، وعين اليقين: ما كان من طريق الكشف والنوال ، وحق اليقين: أن يشاهد الغيوب كما يشاهد المرئيات مشاهدة عيان ، قال السري السقطي: واليقين: سكونك عند جولان الموارد في صدرك ، لتيقنك أن حزنك منها لا ينفعك ولا يرد عنك مقضيا

[فائدة] قال بعضهم: كان شجاع الكرماني يذهب إلى الغيطة فينام بين السباع الليل كله ليمتحن نفسه في اليقين ، فكانت تطوف حوله فلا تضره

( الحكيم) الترمذي (عن سعيد بن منصور الكندي) .



الخدمات العلمية