10565  4737  - (10948) - (2\538) عن  ثابت   - قال  هاشم:  قال: حدثني  ثابت البناني،  حدثنا عبد الله بن رباح،  قال: وفدت وفود إلى  معاوية  أنا فيهم،  وأبو هريرة   - 
 [ ص: 314 ] 
في رمضان، فجعل بعضنا يصنع لبعض الطعام، قال: وكان  أبو هريرة  يكثر ما يدعونا - قال  هاشم:  يكثر أن يدعونا إلى رحله - قال: فقلت: ألا أصنع طعاما فأدعوهم إلى رحلي، قال: فأمرت بطعام يصنع، ولقيت أبا هريرة  من العشاء، قال: قلت: يا  أبا هريرة  الدعوة عندي الليلة، قال: أسبقتني؟ قال  هاشم:  قلت: نعم، قال: فدعوتهم فهم عندي، قال  أبو هريرة:  ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معاشر الأنصار، قال: فذكر فتح مكة.  
قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل مكة،  قال: فبعث  الزبير  على إحدى المجنبتين، وبعث خالدا  على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة  على الحسر، فأخذوا بطن الوادي  ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته، قال: " وقد وبشت قريش  أوباشها " قال: فقالوا: نقدم هؤلاء فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا. 
قال: فقال  أبو هريرة:  فنظر فرآني، فقال: " يا  أبا هريرة "  فقلت: لبيك رسول الله، قال: فقال: " اهتف لي بالأنصار، ولا يأتيني إلا أنصاري "، فهتفت بهم فجاءوا، فأطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ترون إلى أوباش قريش  وأتباعهم "، ثم قال بيديه: إحداهما على الأخرى احصدوهم حصدا حتى توافوني بالصفا".  
قال: فقال  أبو هريرة:  فانطلقنا فما يشاء أحد منا أن يقتل منهم ما شاء 
وما أحد يوجه إلينا منهم شيئا، قال: فقال أبو سفيان:  يا رسول الله، أبيحت خضراء قريش،  لا قريش  بعد اليوم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان  فهو آمن "  قال: فغلق الناس أبوابهم. 
قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحجر فاستلمه، ثم طاف بالبيت،  قال: وفي يده قوس آخذ بسية القوس، قال: فأتى في طوافه على صنم إلى جنب البيت يعبدونه، قال: فجعل يطعن بها في عينه، ويقول: " جاء الحق وزهق الباطل".  
 [ ص: 315 ] 
قال: ثم أتى الصفا  فعلاه حيث ينظر إلى البيت  فرفع يديه، فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره ويدعوه، قال: والأنصار تحته، قال: يقول بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته، قال  أبو هريرة:  وجاء الوحي، وكان إذا جاء لم يخف علينا فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضى، قال هاشم:  فلما قضي الوحي رفع رأسه، ثم قال: " يا معشر الأنصار، أقلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته؟ " قالوا: قلنا ذلك يا رسول الله، قال: " فما اسمي إذا؟ كلا إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم والممات مماتكم " قال: فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله ورسوله، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم". 
     	
		
				
						
						
