الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10725 4846 - (11109) - (3\14 - 15) أن أبا سعيد الخدري حدثه: أن رجلا قدم من نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم ذهب، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يسأله عن شيء، فرجع الرجل إلى امرأته، فحدثها، فقالت: إن لك لشأنا، فارجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع إليه، فألقى خاتمه وجبة كانت عليه، فلما استأذن، أذن له، وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد عليه السلام، فقال: يا رسول الله! أعرضت عني قبل حين جئتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنك جئتني وفي يدك جمر من نار"، فقال: يا رسول الله! لقد جئت إذا بجمر كثير، وكان قد

[ ص: 393 ]

قدم بحلي من البحرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ما جئت به غير مغن عنا شيئا إلا ما أغنت حجارة الحرة، ولكنه متاع الحياة الدنيا". فقال الرجل: فقلت: يا رسول الله! اعذرني في أصحابك لا يظنون أنك سخطت علي بشيء. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فعذره، وأخبر أن الذي كان منه إنما كان لخاتمه الذهب.


التالي السابق


* قوله : "فألقى خاتمه وجبة": بضم جيم وتشديد باء: وألقى جبة كانت عليه كما ألقى خاتمه، وهذا يدل على أنه ألقى اتفاقا، لا أنه فهم كراهة لبس خاتم الذهب.

* "بجمر كثير"؛ يريد: أن ما جاء من الذهب فهو جمر على هذا.

* "إن ما جئت به"؛ أي: إن الذي جئت به من المال، يريد: أنها جمر في حق من يراها أحسن من حجارة الحرة، فيتزين بها، وأما من يراها مثل الحجارة، وإنما يقضي بها حاجته الدنيوية، فلا يكون في حقه جمرا، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية