الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8749 4437 - (8972) - (2\382 - 383) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن لله - عز وجل - ملائكة سيارة فضلا، يبتغون مجالس الذكر، وإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر، قعدوا معهم، فحضن بعضهم بعضا بأجنحتهم، حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا، عرجوا - أو صعدوا - إلى السماء. قال: فيسألهم الله -

[ ص: 164 ]

عز وجل - ، وهو أعلم: من أين جئتم؛ فيقولون: جئناك من عند عباد لك في الأرض، يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويهللونك ويسألونك. قال: وماذا يسألوني؛ قالوا: يسألونك جنتك. قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا، أي رب! قال: فكيف لو قد رأوا جنتي؟ ! قالوا: ويستجيرونك. قال: مما يستجيروني؟ قالوا: من نارك يا رب. قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا. قالوا: ويستغفرونك. قال: فيقول: قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا. قال: فيقولون: رب! فيهم فلان عبد خطاء، إنما مر فجلس معهم. قال: فيقول: قد غفرت لهم، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم".


التالي السابق


* قوله : "فحضر بعضهم بعضا ": هكذا في نسختنا؛ من الحضور؛ أي: اجتمع بعضهم مع بعض، وفي بعض النسخ: "فحضن" - بالنون - : انضم بعضهم إلى بعض، وفعلوا في ذلك كفعل الحاضن بالولد يضمه إلى نفسه، والله تعالى أعلم.

* "فيقول: قد غفرت لهم"؛ أي: كلهم، ومعهم فلان.

* * *




الخدمات العلمية