الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10854 4936 - (11247) - (3\29 - 30) عن بشر بن حرب: أن ابن عمر أتى أبا سعيد الخدري، فقال: يا أبا سعيد! ألم أخبر أنك بايعت أميرين من قبل أن يجتمع الناس على أمير واحد؟ قال: نعم، بايعت ابن الزبير، فجاء أهل الشام، فساقوني

[ ص: 447 ]

إلى حبيش بن دلجة، فبايعته. فقال ابن عمر: إياها كنت أخاف، إياها كنت أخاف - ومد بها حماد صوته - ، قال أبو سعيد: يا أبا عبد الرحمن! أولم تسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من استطاع ألا ينام نوما، ولا يصبح صباحا، ولا يمسي مساء إلا وعليه أمير؟ قال: نعم، ولكني أكره أن أبايع أميرين من قبل أن يجتمع الناس على أمير واحد.


التالي السابق


* قوله : "ألم أخبر": على بناء المفعول، وليس المقصود الاستفهام عن الأخبار؛ فإن المرء أعلم بحاله من غيره، فلا يحسن السؤال عن غيره بأني أخبرت أم لا، بل المقصود الاستفهام عن مطابقة الإخبار الواقع؛ كأنه قال: أكان الذي أخبرت به، أم لا؟ ولذلك أجاب أبو سعيد بذلك.

* "إلى حبيش بن دلجة": بحاء مهملة مضمومة ثم موحدة مفتوحة - في الأصل القديم، وقد أعلم فيه بعلامة الإهمال تحت الحاء، وقد ذكر في "القاموس": في الأسماء أيضا حبيش ابن دلجة كذلك، وفي بعض النسخ: إلى جيش ابن دلجة - بجيم مفتوحة ثم ياء مثناة من تحت.

* "إياها"؛ أي: بيعة أميرين قبل اجتماعهم على واحد.

* * *




الخدمات العلمية